الأربعاء، ٢٣ يناير ٢٠٠٨

أحــــد . أحـــد





أحـــــــد أحـــــد
عاد الزئير مدويا (أحدٌ أحد
فتراجع الجــلاد أعياه الجلد

وتفجر الإصرار في قلب الذي
لله في جوف الليالي قد ســــجد

وكأن ربعي بن عامر قد أتى
ليعبِّد الطاغين لله الأحــــــــــد
ورنين صوتك يا بلالُ بمــــكة
سيظل زاد الصامدين إلى الأبد

وعلا هنالك في القطاع مجلجلا
في عزة من غزة صوت الأسد

قسماً برب الكـــــون إني عائدٌ
للمسجد الأقصى وإن طال الأمد

إني على ثـــــغرٍ أزود وأبتغي
وجه الذي رفع السماء بلا عمد

لا أنحني ذلا ولســـــــــت ببائعٍ
عرضي لأطلب عند صهيون المدد
فاللـــــه خير حافظاً" هو رازقي
وهو المهيمن والمعز هو الصمـد
قد حاصروني منذ صرت حكومةً
شرعيةً تســــــعى لما فيه الرشد

كم حاولوا شق الصفوف وأوقدوا
نارا يشيب لهول شدتها الولـــــــد

وعلى اتفاق عند مكــــــــةَ ضمنا
عدنا إلى الأوطــــان نجتث العقد

وتجمع الإخـــــــــوان صفاواحدا
وتماســــــــــك البنيان حبا واتحد

وتجمعت كل الضــغائن حـــــولنا
ليموت كل مقــــاوم أنّى وُجِــــــد

تبت يدا (دايتون) أشــار بخطــةٍ
في جيدها الملعـون حبل من مسد

لو لم أكـن مستيقظا لمرادهـــــا
لرأيت أنهـــار الدمـــــاء بلا عدد

لم أنقلب يومـــاً على شـرعيتي
لكنني قومت فينا من فســـــــــد

وأعدت للبـــــلدان أمناً بعـــــدما
حلّ الدمـار بكل صوب واحتشد

ووجدت كنزا من وثـــائقَ كاشفاً
غدر الخؤون لكي أموت وأبتعد

ووجدت أســـلحة يهــــــدد شأنها
أمـن الكيان فمات رعباً وارتعـد

وهــوى العـدو بحفرةٍ حفرت لنا
فتحطـم الكيد الحقـــود بما حقــد

ودعـوت قومي للحـوار فأدبروا
وتوجهـوا صوب العدو وما قصد

واستنصـروه لكي يبيدوا قومهـم
وتقدموه لما يفتّ به العضــــــــد
ألقوا إليه ســـــــــلاحهم في ذلةٍ
حتى يعيشوا بالمذلة في رغــــــد
والقدس تصـرخ أين جيش محمدٍ
أين البطـــــــولة في زمان لم يعُد
أين الذي يرجــو الشهادة مخلصا
وعلى الذي يحيي ويرزق يعتمــد

ستعود يا قدســـــــــاه صبرا إننا
نرجو الشهـادة في حماك ونجتهد
ستعود أرضــي يا يهود فأجمعوا
شركاءكم، بالطــــرق يشتد الوتد
سأنال إحــدى الحسنيين تربصوا
فالله بالنصـــــــر المؤزر قد وعد
سأظل أهتف كلما زاد الحصــار
ضراوةً أحـدٌ أحـد، أحـدٌ أحــد


**********


قصيدة أخي الشاعر الرقيق/حسام خليل
نقلاً عن موقع/ نافذة الفيوم

الاثنين، ٢١ يناير ٢٠٠٨

دماء الشهداء

دماء الشهداء وإيقاظ الأمة

عندما بدأت التسوية السياسية العلنية بما سمي بمعاهدة السلام، وصاحت السلطات العربية غاضبة، ثم لم تلبث أن انبطحت أمام الصهاينة، وقدمت ما لم يخطر على بالهم من تنازلات.
في هذه اللحظة التاريخية التي مثلت أدنى نقطة في منحنى الصراع الصهيوني العربي، تحولت القضية تحولاً مفاجأة هز الجميع.
انشقت الأرض الفلسطينية عن أطفال الحجارة ـ كما أطلق عليهم ـ والحقيقة أنهم جيل حي أنبته الله تعالى، والله يغرس لهذا الدين بيديه.
وجاء هذا النبت الرباني ليعلن في وجوه الجميع.
· أن لهذه الأرض أصحاب لن يتخلوا عنها، وأنها ليست كما يدعي الصهاينة أرض بلا شعب.
· وأنهم عاهدوا الله تعالى على تحرير كامل ترابها، أو الموت دونها، والشهادة في سبيلها
وأنه لن يعيد الأرض سوى الجهاد، به فتحها عمر، وبه حررها صلاح الدين، وبه ستطهر من رجس الصهاينة.
وفوجيء الجميع
ـ الشعوب العربية المعزولة عن المشاركة والتأثير، والتي لا حول لها ولا قوة، وهي ترسف في قيود القهر والجبروت السلطوي.
ـ القيادات التي تمارس الحكم، وتكافح لترضي من يملك بقاءها، ويقدر على حمايتها، ويضفي عليها الشرعية السياسية، وأصبح الحكم بالنسبة لها مصدراً لسلطتها وثروتها معاً، ورهنت مستقبلها بحماية المصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة.
ـ والصهاينة الذي خيل إليهم الشيطان أن القضية انتهت، وأن حلمهم الاستعماري اكتمل بلا منغصات.
ـ القوى العالمية التي زرعت الصهاينة في أرضنا ورعتهم بكل قوة حتى أصبحوا جسداً غريباً في قلب الأمة، لإحداث صراع دموي في أرض الدولة المسلمة، لإضعافها واستنزاف مواردها، والهيمنة على شعوبها للحيلولة دون توحدها، واجتماعها على الإسلام، الذي حابته بكل قوة حتى أسقطت دولته، وفرقت جماعته.
جاءت الانتفاضة لتعيد صياغة الواقع على الأرض، وتعيد القضية إلى نقطة البداية الأولى بإعلان الجهاد لتحرير فلسطين.
وكان من أهم نتائجها:
§ ميلاد قوة شعبية جديدة لها مرجعيتها الإسلامية الصريحة، واستمدت هذه المرجعية من جذورها الإسلامية الضاربة في عمق التاريخ، واختارت الجهاد استراتيجية وحيدة وحتمية للتحرير.
§ استحداث سلطة حاكمة مناظرة للسلطات الحاكمة في العالم العربي، لتكون بمثابة قشرة سياسية زائفة، لا تعبر عن هوية الشعب ولا عن طموحاته وخياراته الحرة، واعتماده كشريك سياسي، واعتبار الخارج عليه خارج على الشرعية الفلسطينية.
وترتب على خيار الجهاد الفلسطيني ارتقاء الآلاف من الشهداء الذين بذلوا أرواحهم بسخاء أزهل العالم، وهزه بعنف ليوقفه أمام الحق الفلسطيني في الحياة والأرض معاً.
وجاوب الدم الفلسطيني الذكي المراق بغزارة فوق التراب الفلسطيني، دموع حارة في الشارع العربي والإسلامي، وضراعة صادقة لله تعالى بالتثبيت والنصر.
في نفس الوقت الذي قابلها، قلة دم في وجوه السلطات الحاكمة، وانعدام حياء في لدى هذه السلطات، وتجرد كامل من المشاعر والأحاسيس الإنسانية، فضلاً عن الأخوة الإسلامية الموجبة للنصرة والعون. فلم تحترم دماء الشهداء، ولا آلام الشعوب، وواصلت تهافتها لتمرير تسوية القضية، وإهدار الحق الفلسطيني المغتصب.
الدم الذكي المراق فوق الأرض لم يذهب هدراً.
كان سبباً في إحياء القضية الفلسطينية، وإعادتها بقوة إلى الوعي العربي الإسلامي، بل والعالمي أيضاً.
واليوم وفي ظل هذا الاستسلام السلطوي المخزي على المجازر، والاحتقان الشعبي الثقيل، هل ستوقظ دماء الشهداء الصادقين، روح الأمة وتروي بذرة حركاتها الشعبية فتهب لتنفض وكلاء الصهاينة والأمريكان، وتعيد قدرتها على الفعل والحركة، وتبدأ خطواتها المباركة لتحرير الأرض المباركة؟.
اللهم آمين.
أحمدي قاسم محمد
النائب الشرعي لدائرة مركز سنورس ـ الفيوم
مدونة أحمدي قاسم
في الاثنين: 21/1/2008

الأربعاء، ٩ يناير ٢٠٠٨

أيها الإخوان ...صــــــــــــــبراً

أيها الإخـوان ...... صـــــــــبراً

السحابة القاتمة التي تعبر أجواء مصر اليوم، من نفس طينة السحابة السوداء التي أظلت سماء مصر عام 1954، الشبه كبير بينهما، فسلطة اليوم ابن أحمق لسلطة الأمس، كلاهما اختار موقفاً غاشماً ضد قطاع أصيل وعريض من أبناء الوطن، وكلاهما شمر لتغييب الهوية وطمس معالمها، والله غالب على أمره.
الفارق ليس كبيراً، فإذا كان عبد الناصر قد اختار استئصال الإخوان المسلمين بيد الغدر في غداة واحدة، ففتح أفواه المعتقلات لتلتهمهم وتطحنهم، فإن مبارك قرر أن يوسع معتقلاته لتكون بحدود مصر، وكلاهما يرتكب نفس الجريمة، يوطد لسلطانه على حساب المصلحة الوطنية، والحقوق المواطنية، بصياغة القهر والنفي كدستور لمصر.
ولا عجب .... فهو خيارهم ووظيفتهم.
ولكن للإخوان خيار آخر، تبايعوا عليه، ونذروا أنفسهم له، وهم على الدرب ماضون بخطى الواثق بمعية الله تعالى، المطمئن بنصره رغم مكر الماكرين.
وعند الشدائد تأتي الإشارات القرآنية لتجلي البصائر، وتعلي الهمم، وتتعالى بالنفوس فوق الدنيا وما فيها.
وإلا فلم عرضها الله تعالى في القرآن الكريم؟!
لم جاء الأمر المتواتر للرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالصبر؟!
ومن هذه الأوامر الإلهية ما ورد في خواتيم سورة القلم.
"فاصبر"
فالأمر بالصبر، والصبر لا يكون إلا على ما تكرهه النفس، وتضيق به الصدور.
"لحكم ربك"
أي تحمل واصبر لقدر الله تعالى النازل بك.
يقول القرطبي ـ رحمه الله ـ
"فاصبر لحكم ربك" أي لقضاء ربك. والحكم هنا القضاء.
وقيل: فاصبر على ما حكم به عليك ربك من تبليغ الرسالة.
وقال ابن بحر: فاصبر لنصر ربك.
قال قتادة: أي لا تعجل ولا تغاضب فلا بد من نصرك)
ويقول الإمام الرازي ـ رحمه الله ـ
("فاصبر لِحُكْمِ رَبّكَ" وفيه وجهان:
الأول: فاصبر لحكم ربك في إمهالهم وتأخير نصرتك عليهم.
والثاني: فاصبر لحكم ربك في أن أوجب عليك التبليغ والوحي وأداء الرسالة ، وتحمل ما يحصل بسبب ذلك من الأذى والمحنة)
فالأمر بالصبر لحامل الدعوة الذي بايع على حملها مختاراً وبكامل وعيه وإرادته، لتكون قدره وشرفه معاً.
ولتدعيم النفس المؤمنة، ومساعدتها على تحمل الصبر معالجة مرارته، يقدم الله تعالى المثال بكيفية الصبر الذي يجب على الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يكون عليه.
يقول الشهيد صاحب الظلال ـ رحمه الله ـ:
إن مشقة الدعوة الحقيقية هي مشقة الصبر لحكم الله ، حتى يأتي موعده ، في الوقت الذي يريده بحكمته . في الطريق مشقات كثيرة . مشقات التكذيب والتعذيب . ومشقات الالتواء والعناد . ومشقات انتفاش الباطل وانتفاخه . ومشقات افتتان الناس بالباطل المزهو المنتصر فيما تراه العيون . ثم مشقات إمساك النفس على هذا كله راضية مستقرة مطمئنة إلى وعد الله الحق، لا ترتاب ولا تتردد في قطع الطريق ، مهما تكن مشقات الطريق)
في ظلال القرآن
ومن هنا كان استدعاء قصة يونس بن متى ـ عليه السلام ـ.
"وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ"
فالله تعالى ينهى رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يكون كيونس ـ عليه السلام ـ في غضبه من قومه، أو استعجاله عليهم الاستجابة والطاعة، فكل شئ بقدر، وما على الداعي إلا أن يقوم بوظيفته متحلياً بكامل الخضوع والاستسلام، مع كامل الرضا.
والمكظوم هو المغموم الذي غلبه الهم، وأثقله الغم، فأصبح مكظوماً تكاد جوانبه أن تنفجر.
وللإمام الماوردي ـ رحمه الله ـ لفتة مثيرة في التفريق بين الغم والكرب:
( والفرق بينهما أن الغم في القلب، والكرب في الأنفاس)
ونداء يونس ـ عليه السلام ـ وهو في محاصر في ضيق وظلمات بطن الحوت له مغزاه ومرماه.
"لاَّ إله إِلاَّ أَنتَ سبحانك إِنّى كُنتُ مِنَ الظالمين"
براءة مما كان منه بإعلان الألوهية لله تعالى، وتنزيهه عن كل نقص، وهو ما يعني أنه وحده صاحب الحق في القضاء والإبرام، وعلى المخلوقين الطاعة والاستسلام.
ثم الاعتراف بالذنب والتقصير، فالمحن منح إلهية لانطراح الأولياء ببابه، وإعلان الفقر لجنابه، وبذل العبودية على أعتابه، وهذا في ذاته هو غاية خلقهم.
فعلى الجماعة المؤمنة أن تغتنم فرص البلاء للتطهر والاقتراب.
أما النصر فهو وعد الله تعالى الذي لن يخلف، ويكفي لقلب المؤمن أن يعي الدرس من قصة يونس ـ عليه السلام ـ.
فالذي أخرج يونس من ضيق وظلمات بطن الحوت، قادر على إخراجنا من ضيق وظلمات قبضة الطغاة.
" إِنّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ" يس(82)
ولهذا يعقب الله تعالى على حال يونس ـ عليه السلام ـ وهو في كربه ومحنته، برحمته به.
"وْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مّن رّبّهِ"
وتداركه أو تداركته نعمة ربه، أو رحمة ربه، ففرج كربه، وأزال غمه، وأخرجه إلى السعة بعد الضيق.
ويوحي لفظ "تداركه" لمدى الشدة والبلاء الذي كان فيه يونس ـ عليه السلام ـ
وتدارك الشئ فأقامه قبل أن يقع ويسقط.
فالمعنى يحمل البشارة.
الله لن يتخلى عنا، لن يتركنا لأنفسنا الضعيفة، لن يدعنا نسقط بعد أن أقامنا لحمل دعوته.
"لَنُبِذَ بِالْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ"
رحمة الله تعالى تأبى لأن تترك أولياءه في العراء بلا غطاء، وفي الوحشة والوحدة بلا تأييد وتثبيت
" فَاجْتَبَاهُ رَبّهُ"
فبعد المحنة والضيق، وبعد الغم والكرب، وبعد البراءة والإنابة، وبعد التطهر والانسلاخ من كل ما سواه ـ عز وجل ـ يتحقق الاختيار الإلهي، يصبح الداعية أهلاً لحمل الرسالة، وتبليغ الأمانة، مخلصاً لخالقه وحده، مجرداً من حظ نفسه.
وهذا هو ما يريده الله تعالى من أوليائه.
" فَجَعَلَهُ مِنَ الصّالِحِينَ"
فجائزة الصابرين أن يكونوا من الصالحين.
والمعنى يثلج صدر كل مغموم مكروب، إذا صبرت فسيختارك ربك، سيصلحك بمعاييره هو، فتأمل كيف ستكون روعة نفسك التي بين جنبيك حينئذ.
"وَإِن يَكَادُ الّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمّا سَمِعُواْ الذّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنّهُ لَمَجْنُونٌ"
انتقال رائع لفضح نفوس المعاندين، فهي أيضاً مملوءة بالغيظ والغم، فعيونهم تكاد تقتلك وأنت تسمعهم القرآن الكريم.
ثبات المؤمنين يغيظ الكافرين ويحرق نفوسهم، فيسقطون في السباب الرخيص، ويتخلى عنهم العقل والمنطق فيلقون التهم جزافاً، ويتورطون في القذف الرخيص.
"وَمَا هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ لّلْعَالَمِينَ"
هذا القص والعرض ذكر وتبيان للسالكين حتى يروا الحقيقة ناصعة فلا يرهبهم انتفاش الباطل، ولا يقعدهم أراجيف المبطلون.
والموعظة ليست قاصرة على فئة دون أخرى، أو زمن دون زمن آخر، بل هي لعامة المكلفين بالعباة، المخاطبن بالقرآن، وخاصة للسالكين خلف محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ
بقلم / أحمدى قاسم
النائب الشرعي عن دائرة مركز سنورس ـ الفيوم

الجمعة، ٤ يناير ٢٠٠٨

مذكرة اللجنة العامة المشرفة على الانتخابات


محضر إثبات حالة بدائرة سنورس

نص المحضر
بمعرفتي أنا المستشار بخيت محمد محمد إسماعيل – نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس اللجنة العامة رقم (3) سنورس بمحافظة الفيوم.

حيث اتصل بي العديد من السادة الزملاء في اللجان الفرعية في الدائرة الثالثة بسنورس وانتقلت في بادئ الأمر بمفردي إلى مقر اللجان المتضررة فرأيتُ بنفسي أن هناك إغلاقًا كاملاً من الشرطة للجان أرقام (1، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9، 10، 11، 12، 13، 14، 17، 18، 19، 20، 21، 22، ومن 132 إلى 137)، وحاولتُ محاولاتٍ مريرةً مع الشرطة للسماح للناخبين بالدخول إلا أن المحاولات باءت بالفشل، فقمتُ بالاتصال بالسيد/ مدير أمن الفيوم ووعدني بأنه خلال ريع ساعة سيتم فتح الطريق للجان والسماح للناخبين، وانتظرتُ أكثر من ربع ساعة وإزاء استغاثة السادة الزملاء من منع دخول الناخبين حاولت مع السيد/ العميد عبد العزيز صفوت لفتح المجال أمام الناخبين إلا أنه بمجرد أن أترك اللجنة تغلق كافة الطرق الموصلة إليها وأطلقت القنابل المسيلة للدموع.

ونظرًا لكثرة اتصال السادة الزملاء رؤساء اللجان الفرعية وقولهم بأنه لا توجد عملية انتخابية اتصلت بالسيد الأستاذ المستشار/ خميس مجاور المفتش القضائي ومعه المستشار/ فوزي الحفني رئيس محكمة الفيوم الابتدائية لكي أجد حلاً لاستغاثة السادة الزملاء ورؤساء اللجان الفرعية، ولكن بقي الحال على ما هو عليه حتى الساعة الواحدة ظهرًا.

فاتصلتُ بالسيد الأستاذ المستشار/ أحمد سيف النصر رئيس اللجنة العليا للانتخابات في الفيوم فأخبرني أنه قادم إلى سنورس لحل المشكلة وحضر معه المستشار/ صالح خليفة عضو اللجنة العليا وبرفقته بعض الزملاء الاحتياط لمحكمة الفيوم الابتدائية، انتقلنا جميعًا بسيارة المحكمة إلى مقر اللجان المتضررة فوجدوا منعًا كاملاً لجميع الناخبين، وحاولنا مرارًا وتكرارًا مع رجال الشرطة ورؤساء القوات على اللجان الفرعية والذين أخبرونا بأن لديهم تعليمات مشددة بمنع دخول الناخبين، ومنهم على سبيل المثال المقدم/ أكرم الشنواني الذي قال بالحرف الواحد- رغم أننا أحطناه بشخصية وطبيعة مأموريتنا- (لدي أوامر عليا بالمنع) فاتصلتُ بالسيد اللواء مدير الأمن مرةً أخرى لكن دون جدوى.

ومررنا على اللجان- لجنة تلو الأخرى- ففوجئنا باستغاثةٍ مدويةٍ من السادة الزملاء رؤساء اللجان الفرعية أرقام (5، 6، 7، 8، 9، 10، 11، 12) أنهم تعرَّضوا لإلقاء القاذفات المسيلة للدموع عليهم شخصيًّا فرجعنا جميعًًا إلى مقر هذه اللجان، وهناك ما لم نكن نتوقعه فقد دخلنا اللجان بأعجوبة وانهمرت الدموع من أعيننا جميعًا من القنابل المسيلة للدموع التي ألقتها الشرطة ونحن بالداخل تجاه السادة الزملاء فوجدناهم مجتمعين في غرفة واحدة ومغلقين كافة النوافذ والصناديق مجمعة ويضعون الكمامات على أفواههم وفي حالة ثورة عارمة، كما جاءت اتصالات عديدة من معظم اللجان الفرعية بالدائرة المذكورة عن ذات المسلك الذي حدث في اللجان السابقة، وسلم السادة الزملاء مذكرات تضمن انسحابهم من العملية الانتخابية، وقد أدركتُ الموقف مع السادة أعضاء اللجنة العليا ونقلهم إلى محكمة الفيوم الابتدائية.

وهذا تقرير منا بذلك، ومرفق طيه مذكرة وتوقيع منا رئيس اللجنة العامة والسادة رؤساء اللجان الفرعية ورئيس اللجنة العليا للانتخابات.

وفي ضوء ما تقدم قررنا نحن رئيس اللجنة العامة للدائرة الثالثة بمحافظة الفيوم (ومقرها مركز شرطة سنورس) إلغاء انتخابات الإعادة اليوم المتممة للعملية الانتخابية مع ما يترتب على ذلك من آثار.
تحرير في 26/11/2005م- الساعة الثالثة ظهرًا

رئيس اللجنة العامة
المستشار/ بخيت محمد محمد إسماعيل
صورة ضوئية للمحضر

أمن الدولة

أثارت التجربة الأخيرة لولديَّ عمرو والطيب مع أمن الدولة العديد من الأسئلة التي انتصبت كالعفريت الأزرق في وجهي، وفرضت نفسها عليَّ بوقاحة.
القاصر ابن العشرين عاماً عجز عن تفسير موقف السادة الضباط الأشاوس.
اقتادوه وأخوه الذي يكبره بعام واحد وهما مقيدان بالقيود الحديدية إلى غرفة البيه المأمور، أحاطت بهما كتيبة من الضباط متبايني الرتب، وانهالوا عليهما بالضرب.
والولد يسأل مغتاظاً.
هل هذه رجولة؟ هل هذه شجاعة؟ هل هذه بطولة؟
كيف يتورط رجال كبار في السن والرتبة في هذا العمل الحقير؟
موقف محرج.
عجزت عن التفسير.
يا ولدي. هذا ليس زمن الفرسان، المادة سحلت القيم الإنسانية السامية، كما فعل بكم هؤلاء الأشاوس. لا تسألني عن الحق والعدل وحساسية الضمير الإنساني في زمن خلى القلب منها وبات فراغاً لا يشغله إلا الراتب والحافز والبدلات، ولا يهمه إلا الحرص على رفاهية حياته ولو على حساب كرامته الإنسانية، وقيمته كآدمي.
من يبيع كرامته ليملأ بطنه، ويمتع نفسه، كمن تبيع شرفها لتأكل وتلبس. كلاهما دعارة.
يا ولدي لا تلم هذه الفئة التي مسخت إنسانيتها، فأصبحت آلة صماء، لا تعرف سوى الطاعة العمياء لمن يملك الأمر، وجميعهم عبد المأمور.
استغنت عن العقل، بعدما اعتادت على استخدام اليد واللسان، وما قيمة العقل في عملهم؟ّّ! قطعة خردة صدأة بفعل الإهمال وعدم الاستخدام.
فاجأني. ولكنهم مسلمون.
نعم يا ولدي. مسلمون.
مسلمون ويبالغون في إظهار أنهم مسلمون كما كتبت في روايتي، أنهم يضعون سجادة الصلاة وحبات مسابحهم في أعيننا عندما ندخل مكاتبهم، وليس بالطبع لإقناعنا بأنهم مسلمون، فانا لا أشك في أنهم كذلك، ولكنهم يكافحون لإقناع أنفسهم بأنهم مسلمون، فنفوسهم وفطرهم وضمائرهم تمارس عليهم ضغطاً قوياً من الداخل، لذلك فهم يعالجون هذا الضغط النفسي بهذه المظاهر التي لن تغني عنهم شيئاً.
ولذلك يا ولدي تراهم يقنعون أنفسهم بأننا خطرون، ويتمنون في قرارة نفوسهم لو أننا كذبة وأفاقون ومحتالون ونأكل المال الحرام، ليس لشيء إلا ليكتموا صوت ضميرهم الصارخ بقوة في صدورهم، وليبرروا لهذه النفوس أنهم على صواب، ويحاولون التوافق مع ما يلقنون من أقاويل ظالمة ينتهكون بها إنسانية قطاع طاهر من هذا الشعب لمجرد الرغبة السامية للسادة مغتصبي السلطة والثروة في مصر.
وانفجر الولد القاصر.
ولكن أين أمن الدولة؟
قلت حزيناً: يا ولدي لا تنكيء جراحي التي أجاهد في مداواتها، أمن الدولة آخر ما يشغل الدولة.
أمن الدولة أكذوبة يا ولدي، بعبع أسطوري لإرهاب الناس حتى لا يسألوا عن الثروة، ولا يشاركوا في السلطة، وليتكيفوا مع أي حياة رخيصة تفرضها الأجندة الصهيوأمريكية.
أمن الدولة ليس جهازاً يسهر على أمن الدولة، ولكنهم موظفون في خدمة السيد الآمر، ويحرصون على وظائفهم وامتيازاتهم.
يا ولدي. كل السلطة موظفون تتدرج وظائفهم من رئيس الجمهورية، إلى ساعي مكتب مدير التموين أو الصحة أو الأوقاف.
موظف للطاعة، لا عقل، لا فكر، لا إنسانية، برمجوه على الطاعة لرئيسه ولو كان لصاً يخرق القانون.
قل لي يا ولدي. هل سمعت عن قرار الكونجرس الأمريكي بشأن المعونة الأمريكية الممنوحة لمصر؟؟
فضيحة أمام العالم، جرسة لمن أراد أن يشمت ويسخر من شعبنا المسكين.
يا ولدي أحزاني تكفي أمة.
فضها سيرة.
لعن الله من يخشى من غير الله.
أقدارنا قدرها الله، وأرزاقنا قدرها الله، وأعمارنا قدرها الله، فلنعش أحراراً كما خلقنا، وليتمتع الطين بأكل الطين.
والله اكبر ولله الحمد

أحمدي قاسم محمد
الاثنين: 31/12/2007

الخميس، ٣ يناير ٢٠٠٨

نص الحكم فى أحقيتى لعضوية مجلس الشعب


نص الحكم الصادر فى

الطعن رقم 774 لسنة 6 ق والمقدم من / أحمدي قاسم محمد – مرشح فى الدائرة الثالثة
مركز سنورس انتخابات مجلس الشعب 2005 ومحله المختار
مكتب الأستاذ / عيد سيد عبد الله المحامي بالفيوم .

أسباب ومنطوق الحكم الصادر بجلسة 27/12/2005

مجلس الدولة

محكمة القضاء الإداري

الدائرة الأولى

بني سويف – الفيـــوم

هيئة المحكمة

المستشار / محمد عبد العظيم محمود رئيساً

المستشار / فرحات عبد العظيم عبد الجواد عضوا

المستشار / محمد عبد الله عمارة عضوا

وبحضور المستشار / حسن محمد عادل مفوض الدولة

وأمانة سر السيد / محمود صابر عبد الفتاح

فى الدعوى رقم 774 لسنة6ق المقامة من / أحمدي قاسم محمد

ضـــــــــــــــد

1- وزير العدل بصفته الرئيس الأعلى للجنة العليا المشرفة على الانتخابات البرلمانية .

2- وزير الداخلية بصفته

3- رئيس لجنة الفرز بدائرة بندر سنورس بصفته

4- مدير امن الفيوم بصفته

الوقائـــع

أقام المدعي هذه الدعوى بإيداع صحيفتها قلم كتاب المحكمة بتاريخ 27/11/2005 طالباً الحك بقبولها شكلاً وبوقف تنفيذ والغاء قرار اعلان نتيجة الانتخابات التي اجريت يوم 26/11/2005 بالدائرة الثالثة ومقرها قسم شرطة سنورس محافظة الفيوم وما يترتب على ذلك من أثار والزام جهة الإدارة بالمصروفات وشرحاً للدعوى قال المدعي أنه تقدم للترشيخ لانتخابات مجلس الشعب بالدائرة الثالثة ومقرها قسم شرطة سنورس محافظة الفيوم التي تحدد بإجرائها يوم 20/11/2005 وقد قررت اللجنة العامة للدائرة اعلان النتيجة بإعادة الانتخابات بينه والمرشح / مصطفى الهواري على مقعد الفئات والتي أجريت يوم 26/11/2005 وأنه منذ الصباح الباكر لذلك اليوم ومسلسل المخالفات والخروقات مستمر والذي تمثل فى القاء القبض على مندوبيه العامين والخاصين ومنع تجوال لبندر سنورس وغلق المجمع الانتخابي لمدرستي الراضي والثورة حيث مقر اللجان رقم 8 ، 9 ، 10 ، 11 ، 12 ، 13 ، 14 ، 15 ، 16 وغلق كامل للجان أرقام 1 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 7 ، 17 ، 18 ، 19 ، 20 ، 21 ، 22 واللجان من 132 حتى 137 فضلاً عن القاء القنابل المسيلة للدموع من الشرطة على الناخبين والقضاة الموجودين باللجان وطرد منظمات المجتمع المدني من هذه اللجان وقد تمت الاستغاثة بالرئيس العام فلا مجيب كما تم ابلاغ رئيس محكمة الفيوم والمستشار نائبه والمستشار بخيت محمد محمد رئيس اللجنة العامة رقم 3 والذي قام بتحرير محضر اثبات حالة ضمنه كافة تلك المخالفات وموقع عليه من جميع رؤساء اللجان الفرعية المذكورة ومزيل بتوقيع سيادته بعد أن قرر الغاء انتخابات الإعادة بتلك اللجنة العامة وما يترتب على ذلك من أثار .

وأضاف المدعي الى أنه بعد الغاء انتخابات الإعادة بالدائرة الثالثة المذكورة بموجب المحضر المؤرخ بـ 26/11/2005 بمعرفة رئيس اللجنة العامة على النحو المشار اليه فوجئ بصدور أمر مباشر باعفاء المستشار / بخيت محمد محمد الذي قرر الغاء الانتخابات وتكليف المستشار / أحمد سيف النصر باعلان النتيجة الذي قام بفرز نصف الصناديق الخاص باللجنة وتجنيب عدد 62 صندوق وايداعها بقسم شرطة سنورس وهي الصناديق التي كان قد تم غلقها بمعرفة رؤساء اللجان الفرعية عقب الغاء الانتخابات وعودتهم الى منازلهم ورغم ذلك تم اعلان النتيجة بدائرة سنورس على النحو الآتي :

مصطفى الهواري حزب وطني فئات 12106 صوتاً

و أحمدي قاسم محمد فئات مستقل 11385 صوتاً

و محسن طنطاوي عمال مستقل 9096 صوتاً

و ياسين عليوة عمال مستقل وحصل على 14427 صوتاً

وبذلك فإن الفارق بينه وبين خصمه يبلغ 921 صوت رغم وجود عدد 62 صندوق يخص موطنه وعشيرته وأهله لم يتم فرزها وان الصور والمستندات والمشاهد المرئية تثبت الخروقات التي من شأنها إبطال العملية الانتخابية برمتها واختتم المدعي صحيفة افتتاح دعواه بطلباته سالفة البيان وقد تحدد لنظر الدعوى امام المحكمة لجلسة 29/11/2005 حيث حضر الخصوم ودافع الحاضر عن الدولة بعدم اختصاص المحكمة ولأيا بنظر الدعوى وطلب الحاضر عن المدعي الزام الدولة بتقديم محضر اللجنة العامة ومحاضر فرز اللجان الفرعية وعددها (155لجنة) وسماع شهادة المستشار / بخيت محمد محمد اسماعيل وقدم حافظة طويت على ما ورد به من مستندات ومذكرة دفاع صمم فى ختامها على الحكم بطلباته الواردة بصحيفة الدعوى وقدم جريدة الوفد كما حضر الاستاذ منجود الهواري المحامي والاستاذ محمد جاد المحامي وطلبا قبول تدخل مصطفى على امين الهواري خصماً منضماً للجهة الإدارية فى الدعوى ودفع بعدم اختصاص المحكمة ولائياً بنظر الدعوى .

وبجلسة 13/12/2005 حضر المدعي شخصياً وقد ثلاثة حوافظ طويت على ما ورد بها من مستندات ومذكرة دفاع كما قدم الحاضر عن الدولة حافظة طويت على مذكرة وزارة الداخلية بشأن الرد على الدعوى وصورتي محضري إجراءات فرز اللجنة العامة بسنورس المؤرخين 20 ، 26 / 11/ 2005 ومذكرة دفاع طلب فى ختامها الحكم أصلياً بعدم اختصاص المحكمة ولائيا بنظر الدعوى واحتياطيا بعدم قبول الدعوى لانتفاء القرار الإداري كما جحد الصور المقدمة من المدعي وبذات الجلسة قررت المحكمة حجز الدعوى للحكم اليوم وبها صدر وأودعت مسودته المشتملة على أسبابه لدى النطق بـه .

المحكمة

بعد الإطلاع على الأوراق وسماع الإيضاحات وبعد المداولة من حيث أن المدعي يطلب الحكم بقبول الدعوى شكلاً وبوقف تنفيذ ثم الغاء قرار إعلان نتيجة انتخابات الإعادة لعضوية مجلس الشعب التي أجريت يوم 26/11/2005 للدائرة الثالثة ومقرها قسم شرطة سنورس محافظة الفيوم وما يترتب على ذلك من أثار والزام جهة الإدارة بالمصروفات ومن حيث أنه عن دفع جهة الإدارة الدعوى بعدم اختصاص المحكمة ولائيا بنظرها على أساس أن نتيجة الانتخابات فى هذه الدائرة قد اعلنت مما يختص به مجلس الشعب طبقا للمادة93 من الدستور للفصل فى صحة عضوية أعضائه بعد تحقيق تجريه محكمة النقض فإن الثابت أن إعلان النتيجة جاء بعد إلغاء هذه الانتخابات من قبل رئيس اللجنة العامة للدائرة – على ما سيأتي ذكره بعد – مما يكون معه هذا الإعلان قد ورد هو العدم سواء الأمر الذي يبسط اختصاص ورقابة مجلس الدولة على القرار المطعون فيه مما يكون معه الدفع المذكور جديراً بالرفض .

ومن حيث أنه عن طلب التدخل الانضمامي للجهة الإدارية فىالدعوى المبدى من مصطفى على أمين الهواري فإنه طبقا للمادة 126 مرافعات قد اثبت بمحضر جلسة 29/11/2005 فى حضور الخصوم وأن طلب التدخل له مصلحة فيه إذ هو من أُعلن فوزه فى الانتخابات المشار اليها مما يتعين القضاء بقبول طلبه .

ومن حيث أن الدعوى استوفت سائر أوضاعها الشكلية مما يتعين الحكم بقبولها شكلاً ومن حيث أنه عن طلب وقف تنفيذ القرار المطعون فيه كان قضاء هذه المحكمة يتصدى عن أن ولاية محاكم مجلس الدولة فى وقف تنفيذ القرارات الإدارة مشتقة من ولايتها فى الإلغاء وفرع منه ومردها الرقابة القانونية التي يسلطها القضاء الإداري على القرار على أساس وزنه بميزان القانون وزناً مناطه مبدأ المشروعية إذ يتعين على القرار الإداري ألا يوقف قراراً إدارياً إلا اذا تبين له من ظاهر الأوراق ودون مساس بأصل الحق أن طلب وقف التنفيذ قد توفر له ركنان الأول : ركن الجدية ويتمثل فى قيام الطعن فى القرار بحسب الظاهر من الأوراق على أسباب جدية من حيث الواقع والقانون تحمل على ترجيح الحكم إلغائه عند نظر الموضوع .

والثاني : ركن الاستعجال بأن يكون من شأن استمرار القرار وتنفيذه نتائج يتعذر تداركها فيما لو قضى بإلغائه .

ومن حيث أنه عن ركن الجدية فإن المستقر عليه فقهاً وقضاءا وقانوناً أن العملية الانتخابية يجب أن تجرى فى جو من الحيدة التامة ودون أي محاولة للتأثير على إرادة الناخبين أو النيل منها على أي وجه من الوجوه حتى يتمكن الناخبون من الإدلاء بأصواتهم بحرية تامة وبصورة لا يشوب اختيارهم فيها أي شائبة وحتى تكون النتيجة معيرة بعد إجراء عملية الفرز تعبيراً صادقاً عن تلك الإرادة لكي يكون اختيار نواب الشعب من واقع من تم اختيارهم فعلاً . فإذا ما شاب العملية الانتخابية أي شائبة محاولة للتأثير على إرادة الناخبين او النيل منها على أي وجه من الوجوه ، أو شاب عملية الفرز أي أخطاء أو تجاوزات مثل عدم مراجعة كافة البطاقات الانتخابية أو عدم تنحية البطاقات ذات الأصوات الباطلة أو فرز بعض البطاقات دون البعض الآخر فإن كل ذلك مؤداه ان إعلان النتيجة قد جاء غير معبر صدقاً وعدلاً إرادة الناخبين وتكون النتيجة المعلنة على هذا الأساس غير صادقة لعدم استتارها الى مقدمات سائغة
تؤدي إليها .

ومن حيث انه اذا ما شاب العملية الانتخابية أي عيب من العيوب المشار إليها فى الفقرة السابقة فإنه يتعين على اللجنة المنوط بها متابعة العملية الانتخابية الا تقف مكتوفة الأيدي وإنما يجب عليها التدخل لتصحيح ما ترى لزماً لتصحيحه لإعادة العملية الانتخابية إلى مجراها الصحيح . فاذا تعذر عليها ذلك أو استحال فإنه يجب عليها التدخل بإلغاء العملية الانتخابية ما دام ذلك هو السبيل الوحيد أمامها وذلك إعمالا لسلطتها ولكي تتوصل الى إعلان نتيجة سائغة من واقع فرز صحيح معبراً عن إرادة صادق للناخبين ولإتاحة الفرصة لجهة الإدارة لأعمال سلطتها فى تحديد موعد آخر لإجراء الانتخابات على النحو الذي ينبغي قانوناً ومن حيث أن البادي بحسب الظاهر من الأوراق وبالأخص محضر اثبات الحالة المحرر بمعرفة السيد المستشار رئيس اللجنة العامة رقم (3) بسنورس بمحافظة الفيوم المؤرخ 26/11/2005 أنه قد تم إغلاق كامل بمعرفة الشرطة للجان أرقام من 1 حتى 22 ومن 132 الى 137 ومنع جموع الناخبين المتواجدين أمام مقار ذلك اللجان من دخول اللجان للإدلاء بأصواتهم هو ما قرر معه رئيس اللجنة العامة إلغاء انتخابات الإعادة بتلك الدائرة ، كما يبين أيضا من مطالعة مذكرة السيد المستشار رئيس ذات اللجنة العامة والذي تم تكليفه برئاسة اللجنة العامة المذكورة لاستكمال العملية الانتخابية بالدائرة بعد إلغائها بمعرفة سابقه والمؤرخة 26/11/2005 أن عدد اللجان الفرعية 155 لجنة قام بفرز عدد 93 لجنة فقط اما باقي اللجان وعددها ( 62 لجنة فرعية) فلم يتم فرزها بناء على اتصاله بالسيد الأستاذ المستشار أمين اللجنة العليا والمفتش القضائي بالوزارة بعدم إجراء فرز هذه الصناديق ( 62 صندوق ) والاكتفاء بفرز عدد 93 صندوق وتم إعلان نتيجة الانتخابات بهذه الدائرة بناء على ذلك الأمر الذي يكون معه قرار إعلان النتيجة على هذا النحو قد جاء منعدماً لوروده على غير محل وذلك لأن استبدال رئيس اللجنة العامة بغيره ليس له ما يبرره إذ أن رئيسه الأصلي لم يمتنع عن استكمالها وإنما حيل بينه وبين استكمالها شأنه فى ذلك شأن رؤساء اللجان الفرعية والناخبين وهو ما يعني أن قرار التكليف خلفاً له قد ورد على عدم بعد إن كانت عملية الانتخابات قد تم إلغاؤها فعلاً بقرار من خلفه وفضلاً عما تقدم كان إعلان إرادة الناخبين على هذا النحو يكون قد جاء مبتسراً لا يعبر إلا عن إرادة جزئية لا يعتد ولا يعول ولا يرتب أثراً بفوز أو رسوب ولا مجال للتحدي فى هذا المقام بأن الصناديق التي تم فرزها تعبر عن الغالبية من الناخبين .

ذلك أن قاعدة التغليب لا يسوغ الأخذ بها فى هذا المجال فالإدارة الانتخابية لا تتجزأ فهي متكاملة إما أن تعبر بصدق وأما لا تعبر ..

وفى دعوانا الراهنة جاءت إدارة الناخبين على غير نهج صحيح مما يتعين معه عدم الاعتداد بما أسفرت عنه من نتائج وهو ما يتوافر بركن الجدية فى طلب وقف التنفيذ فضلاً عن ركن الاستعجال المتمثل فى بدء الدورة البرلمانية لمجلس الشعب ومن بين المشاركين فى أعماله من لم يتم اختيارهم بإرادة سليمة وصحيحة قانوناً وبذلك فإنه يتعين القضاء بوقف تنفيذ القرار المطعون فيه ما يترتب على ذلك من أثار وإلزام الجهة الإدارية المصروفات ومقابل أتعاب المحاماة عملاً بأحكام قانوني المرافعات والمحاماة ومع الأمر بتنفيذ الحكم بمسودته بغير إعلانه طبقاً لما تقضي به المادة 286 من قانون المرافعات .

فلهذه الأسباب

حكمت المحكمة :

أولاً : بقبول تدخل / مصطفى على أمين الهواري خصماً منضماً للجهة الإدارية
فى الدعوة

ثانياً : بقبول الدعوى شكلاً وبوقف تنفيذ القرار المطعون فيـه مع ما يترتب على ذلك من أثار وألزمت جهة الإدارة المصروفات عن هذا الطلب ومائة جنيه مقابل اتعاب المحاماة وأمرت بتنفيذ الحكم بمسودته وبغير إعلانه وبإحالة الدعوة الى هيئة مفوض الدولة لإعداد تقرير بالرأي القانوني فى طلب الإلغاء .