الأربعاء، ١١ مارس ٢٠٠٩

مشهد النهاية (لعنة الفراعنة)

يدفعني الحنين لإعادة قراءتها من زمن لآخر، استرجع حوار مشهد النهاية، أحب قراءته. كتبته سنة 1988 في ختام مسرحيتي ـ لعنة الفراعنة ـ أحببت أن يقرأه إخواني.
هل هي إشارة إفلاس. ربما. عفواً المسرحية نشرت سنة 2001 ووزعتها مؤسسة الجمهورية.
******************************************************************
فرعون : هل عدتم ثانيه للثورة . لن تجدوا عندي إلا السيف وزبانية مهرة.
والقتل يسير لا يجهد . يمتعني .
تغريني رءوس الكفرة وأراها ثمرات نضجت تدعوني للقطف.
أطعمها كلابي القذرة والقـــردة، يا غدرة . أفسدتم أنفسكم
لجهـــــــــــالتكم بأساليب اللعبة . استمعوا للحكمة .
لو بقيت شاة من شعبي لحكمت الشاة ولم أنزل.
وأضحى بالكل سواء، فالعرش في نظري أجمل .
يا جهلة . استمعوا للحكمة .
الحاكم ما زال القاتل وكذا يبقى حتى يُقتل.
وأنا ربكم الأعلى سلطاتي أعظم وأجل.
الرأي الآخر يعجبني فأروني من سئم الذل؟
من مل حياة عبادتنا فيمدد رقبته للفل.
فيريح النفس ويرتاح . لو شئنا لذبحنا الكل.
الشاعر : مولانا الأرض تئن من الألم والشمس حزينة.
والحب وراء الأسوار رهينة.
والشعب ينقب في ظلمت الليل عن الحق وأنوار الحق سجينه.
والطير في جو سمائي يضمر في الصدر ضغينة.
وبذور الشرف المرجوة في عمق الطين مهينة.
والطفل النبات في عرض الشارع يرثى أما مجنونة.
فرعون : اخسأ يا باغي الفتنة.
الشاعر: مولانا قوادك يحفر في رأسي يبحث عن كل دفينة.
عن كنز. عن خمر. عن جاريه كالبدر.
يبنى للشيطان مدينة.
قوادك ينسج من لحمى ثوباً. يبنى من عظمى سفينة.
يبسط ساقيه في عرض الوادي يفرز قيحاً وصديداً وأهازيج لعينة.
فرعون : موسى يبغى في الأرض الفتنة. يرجو أن يمهل يوم الزينة.
اسمع يا هامان. يا ملأي : موسى يرجو أن نبنى عرينه.
تطمع في إيمان السحرة ؟! .
دعك من الماضي وحنينه. أنت الآن بقبضتنا .
قبضتنا صارت مجنونة .
لن تذهب للطور الأيمن . لن تدخل أبدا إلى سينا.
لن تسرى بعبادي ليلاً . أو تبنى مع نوح سفينة.
محصور بين الشقين . سيفي والأمواج لعينه.
لن أترك باباً تسلكه. سَأُخَلِي للكل سبيله.
الجميع : يا فرعون نرفض حكمك نرفض أن تمسخ فينا الإنسان .
هامان : فرمان من مولانا الفرعون الأعلى .
فرعون: في الحانات يولد كل الولدان كي تنشأ وتشب على الحرية.
هامان : عاش الفرعون الأعلى .
الجميع : يا فرعون نرفض حكمك نرفض أن تمسخ فينا الإنسان.
هامان : فرمان من مولانا الفرعون الأعلى.
فرعون : تلغى حجرات النوم، تهدم كل الجدران .
ستكون مضاجعه النسوة في الطرقات، وفي الحانات.
وعلى قارعة الحارات . وفى كل الأحيان.
وحرام أن تأخذ ستراً. وسنتبارى في الميدان.
من يأتي ألف امرأة في ساعة أمنحه وسام الشجعان.
الجميع : يا فرعون نرفض حكمك نرفض أن تمسخ فينا الإنسان.
الشاعر : حطموا سجنكم وحرروا أنفسكم.
الجميع : ( وهم يدفعون ) يا فرعون نرفض حكمك نرفض أن تمسخ فينا
الإنسان .

ســـــــــــــــــــــــــــتار