الأربعاء، ١ أكتوبر ٢٠٠٨

من قلبي

رسالة من قلبي إلى السادة في أمن الدولة
السادة في أمن الدولة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمحوا لي بكلمات من القلب، أسأل الله تعالى أن تسلك إلى قلوبكم مسلكاً لطيفاً، وأن تنزل عليكم برداً وسلاماً.
لقد أسفت لممارساتكم حيال بيوت الله في رمضان المنصرم ـ أعاده الله على الأمة بفهم الدين وجمع الشمل، والتأهيل للنصر ـ.
وكان لهذه الممارسات من مرارة في حلقي لما آل إليه حال المؤسسة الأمنية المنوطة بحماية أرض الكنانة، درة الأمة الإسلامية..
وفهمي لديني أيها السادة يصنفكم في جماعة المسلمين المصريين المستهدفين لفهم الإسلام فهماً وسطياً وشاملاً، ومكانتكم كنقش بارز في النسيج الوطني المصري.
أقول لكم أيها السادة كلمة أعتقد أنني سأكون آثماً إن كتمتها في صدري، وخائناً للعلم الذي ائتمنني عليه ربي إن لم أبذلها لكم قربى لله تعالى.
أيها السادة أنا مشفق عليكم من الخسارة.
والخسارة التي أعنيها ليست بالطبع خسارة المال، فأنتم تتمتعون بامتيازات مالية كفيلة بتحقيق حياة مترفة.
ولكن الخسارة الحقيقية خسارة المكانة عند الله تعالى والتي لا تتحصل بالرتب والنياشين ورضا الوزارة والسلطة الحاكمة، ولكنها تتحصل فقط برضا الله تعالى، والاجتهاد في أعمال الطاعات.
ففي رمضان يجتهد عامة المسلمين في تجنب المعاصي، والحرص على التقرب إلى الله تعالى، بقراءة القرآن وإحسان الصيام والصدقات والاعتكاف في المساجد وغيرها من أعمال القربى، ولكن وظيفتكم مناقضة تماماً لما يقوم به عامة المسلمين.
فعملكم يقوم على متابعة المساجد وضبطها حسبما تريدون، أو بتعبير أدق ـ حسبما يملى عليكم ـ.
ففي نطاق عملكم تحديد الأئمة القراء لصلاة القيام، والتشديد العنيف على حرمان أي متحدث مهما كان علمه أو مكانته عند الناس من التحدث في خاطرة القيام غير المرضي والمصرح له بذلك منهم.
ولهذا تم منع صلاة القيام بجزء من القرآن في العديد من المساجد. وحشد العديد من الأئمة في المسجد الواحد كأساسي واحتياطيون للحيلولة دون إلقاء أي كلمة من غير السادة المشايخ.
والسادة المشايخ كانوا الضحايا الحقيقيين لهذا الحصار، فقد أهينوا إهانات بالغة، لم يخفف من وقعها على نفوسهم سوى اعتيادهم عليها، والتعامل معها كجزء أصيل من عملهم الوظيفي اليومي.
ومن الأمثلة الصارخة استدعاء أحد مقيمي الشعائر بسنورس، وأوقفه أحدكم أمامه وقال له:
ــ بعتوك في مسجد كذا ومرحتش، ومسجد كذا ومرحتش، وحياة أمك لو ما اتظبط لأجيبك هنا وخلعك ال... (ملابسه الداخلية) وأخلي العيال يعملوا فيك ....
وتم استدعاء أئمة المساجد التي خصصتها أمن الدولة للاعتكاف مع مديريهم ليقفوا في صالة السلم بأمن الدولة ـ أي والله وقوفاً ـ في انتظار المثول بين يدي أحدكم بعد أن يستدعيهم السيد المخبر كل بمسجده المعين فيه، ليتلقى التعليمات والأوامر الخاصة بالإبلاغ عن أسماء المعتكفين تفصيلياً.
والمثير أن حرصكم على أمن الدولة دفعكم لتخصيص كشكول لكل معتكف (مسجد) لتسجيل أسماء المعتكفين فيه والملاحظات الواردة عليهم.
وأمن الدولة لا تصرح بالمعتكف لإحياء سنة النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولكنها تتخذه مرصداً للتعرف على المتدينين الجدد، وتستثمره في تنشيط ذاكرة السادة المخبرين بصور وأسماء المسجلين والمقبلين على التسجيل.
ونسيتم أيها السادة المثل المصري الرائع الذي يقول: "اللي بيزمر ما بيغطيش دقنه".
وتم التنبيه المصحوب بالتهديد بعدم خروج مسيرات للتكبير ليلة العيد، وعينت حراسات عسكرية على أبواب المساجد عقب صلاة العشاء وبعد غلق المساجد.
يا سادة والله العظيم من قلبي أنا مشفق عليكم كإخوة.
حزين على موقفكم من بيوت الله، هل تعتقدون أن هذا عمل إسلامي أو وطني أو مهنة شريفة؟
المساجد يا سادة بيوت الله وليست مصالح حكومية، ولا يحق لأحد أياً كانت درجته الاجتماعية أن يتحكم فيها.
يا سادة والله العظيم من قلبي أنا مشفق عليكم.
المسلمون يشغلهم القرآن والقيام والعكوف في بيت الله وأنتم ماذا يشغلكم؟
حاولوا أن تستحضروا إجابة تدافعوا بها عن أنفسكم أما رب هذه البيوت التي أصبحت شغلكم الشاغل.
أو ماذا سيقول أحدكم لنفسه عندما ينظر لوجه الوضيء في المرآة؟ أو عندما تقع عيناه في عيني ولده أو زوجته؟
يا سادة والله العظيم من قلبي أنا مشفق عليكم.
في يوم العيد يتعانق المسلمون مهنئين وداعين بقبول الصيام والقيام والدعاء والصدقات، وأنتم ماذا سيقول بعضكم لبعض؟
تقبل الله منا ومنكم إهانة العمائم وتخويف الناس؟
تقبل الله منا ومنكم منعكم صلاة القيام بجزء في مسجد كذا وكذا؟
أم تقبل الله منا ومنكم منع الإمام الفلاني من الصلاة، والشيخ العلاني من الكلام؟
أم تقبل الله منا ومنكم إلغاء سنة النبي بالتكبير ليلة العيد؟
أم تقبل الله منا ومنكم منع الإخوان وتشديد الحصار عليهم حتى يبدو الأمر وكأنهم غير موجودين في المجتمع؟
يا سادة الحقيقة مريرة.
لقد تورطتم في تخويف المسلمين، والتحكم بغير حق في بيوت الله. خلال حملتكم على الإخوان المسلمين.
يا سادة الحقيقة التي أعتقد أنكم توقنون بها كمسلمين، أن الأمة ترجع إلى الله، وأن وقف الزحف الجماهيري إلى صراط الله المستقيم لن يوقفه قوة مهما عظمت وتوهمت، ولديكم من الأدلة ما لا يتوفر لآحاد الأمة.
يا سادة.
الذين يحاربون الإخوان المسلمين لا يواجهون جماعة بشرية، ولكنهم يواجهون قدر الله.
ومن قلبي مهما اختلفت معكم، أو أوذيت على أيديكم، أقول لكم إخواني:
أرجوكم لا تقفوا في وجه القدر الإلهي القادم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحمدي قاسم محمد
النائب الشرعي لدائرة مركز سنورس

هناك ٨ تعليقات:

محمد خيري يقول...

لقد اسمعت لو ناديت حيا



لكن




لا حياة لمن تنادى

أبو فاطمة / هويتي إسلامية - مدونون من أجل فلسطين يقول...

يسلم قلمك دوما اخي الحبيب التوفيق رفيقك ان شاء الله انتم القدوة فعسي ان نكون مثلكم
ابو فاطمة

لواء الاسلام يقول...

نعم الكلام ونعم الرسائل

كل سنة وحضرتك طيب

Unknown يقول...

سوف تكون هذه الكلمات والنصائح حجة عليهم يوم يلقون الله
جزاك الله حيرا عن الاسلام والمسلمين

dr. Ahmed Sakr يقول...

الكلمات تصل ولكن هل هناك أفئدة وقلوب تعى ما نقول

كلمات داعية يريد أن يوصلها إلى أناس نسأل الله لهم الهداية

وأن يبعدنا عن شرهم وأن ينجينا من براثنهم

ونسأل الله أن يكتب لك بكلماتك فى ميزان حسناتك أخونا الحبيب

كلمة حق يقول...

بارك الله فيك استاذ أحمدى ولنى لااظنهم يتأثرون فهم مبرمجون على ما يفعلون وليس لديهم وقتا للتفكير أظنهم يذكروننى بإجتماع ابليس بجنوده عندما يقرب منه من هو أشد فتنة للمؤمنين هل تتفق معى أنهم كذلك......وفقك الله دائما..أبو خيرى

أحمدى قاسم محمد يقول...

إخواني الفضلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسائلكم القصيرة تلك أسعدتني، وجاءتني في وقت وهن فيه جسدي وأشعر بالإرهاق، فطابت بها نفسي، وعلت لها همتي،فالتواصل في الله تعالى نعمة أسأله عز وجل أن يديمها علينا.
أما عن موقفهم مما نكتب فهذا لا يشغلني كثيراً، ولو انشغل صاحب الكلمة برد فعل الاخرين ما تجاوزت شفتاه، ولكن علينا أن نبذلها لله تعالى بأدب الإسلام، وقد بذلها من هو خير مناـ صلى الله عليه وسلم ـ للكفرة والمشركين، فما بالكم بهؤلاء وهم محمد وعمرو وحازم و....
فلنحرص على أن نكون مخلصين وصادقين أولاً
شكر الله لكم جميعا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ربي الجنه يقول...

في الحقيقه أنا مشفقه عليهم ربنا يهديهم إلي الصواب وكلام حضرتك بجد رائع