الاثنين، ٣١ مارس ٢٠٠٨

الإفراج عن أحمدى قاسم

اللهم لك الحمد
أفرجت اليوم النيابة عن صاحب المدونة الأستاذ أحمدى قاسم هو وثمانية أخرون ممن تم إعتقالهم يوم الثلاثاء 4/3 على خلفية إنتخابات المحليات كما تم تجديد حبس 9 اخرين فى خطوة غريبة حيث لا تتوافر أدلة تدعو لإستمرار الحبس كما أن ظروف الإعتقال واحدة وكان يجب الإفراج عن الجميع
يذكر أن من بين المفرج عنهم مرشحين لمجلس الشعب بينهم صاحب المدونة ومرشح سابق لمجلس الشورى ومدون شاعر ومدرسين ومحاسبين مما يعنى أنهم يجب أن يكرموا على مجهوداتهم تجاه الوطن وليس الزج بهم وراء السجون وحرمانهم من أهليهم وتلاميذهم
والمفرج عنهم هم


مجدى محمد طلب مهندس "سنورس"


أحمدى قاسم كاتب ومدون ومرشح مجلس شعب 2005 سابق "سنورس"


هشام عبدالوهاب مهندس "بندر الفيوم"


رجب أحمد عرفة الشهير بـ كمال عرفة "بندر الفيوم"


شعبان عاشور مدرس ومرشح مجلس الشعب السابق " سنهور سنورس"


مصطفى رجب محاسب ومرشح مجلس الشورى "المعصرة اطسا"


محمد عبد الستار "طامية"


حسام خليل ,مدون و محاسب " بندر الفيوم "

عثمان رياض , مدرس " يوسف الصديق .

وقد عبرعيد سيد عبد الله محامي المعتقلين عن ارتياحة لهذه البادرة من قبل السيد النائب العام حيث أنه قد راعى ظروفهم الصحية والإنسانية وأن معظمهم يفوق أربعين عاماً ولدية بعض الأمراض ويأمل فى الإفراج عن الباقين لكونهم يعلمون بمهنة التدريس بمراحل الثانوية والإعدادية واحتياج الطلاب لهم وابناءهم وأسرهم .

الثلاثاء، ١٨ مارس ٢٠٠٨

تجديد حبس الأسير


جدَّدت نيابة الفيوم الكلية اليوم الأثنين 17 / 3 / 2008 برئاسة المستشار عبيد رشدي حبس 17 من إخوان الفيوم من بينهم المدون أحمدى قاسم 15 يومًا على خلفية انتخابات المحليات، وهم :
محمد عبد الستار عبد النبي، عمرو أيوب، سيد صبحي عبد الرحمن، وهشام عبد الوهاب، مصطفى رجب ياسين، وليد زكريا، رجب عرفة، حسام خليل، محمود حسن، بهيج عبد المنعم، شعبان حميدة، محمد متولي، عبد المقصود أحمد، د. محمد بدر، عثمان رياض، خالد محمود طه.
وأوضح عيد سيد عبد الله محامي المعتقلين أنه كان من المنتظر أن يعرض اليوم م. مجدي محمد طلب أحد قيادات الإخوان المسلمين بالمحافظة، إلا أن النيابة أجَّلت عرضَه إلى غدٍ؛ حيث إنه تعرَّض لوعكة صحية خطيرة قبل العرض تطلَّبت تحويله إلى معهد الكبد بالقاهرة؛ بسبب إصابته بالتهاب الكبد الوبائي

الثلاثاء، ٤ مارس ٢٠٠٨

العجوز والكلاب

بناء على طلب الشيخ فى محبسه
سأضع هذه القصيدة فى مطلع المدونة
وأسأل الله أن يفرج كربه وإخوانه
العجوز والكلاب
في ناصية الحي عجوز
ساد الحي بشرع الغاب
يشهر سيفاً وسكاكين وسياطاً من نار
وكلاباً تعقر من يتنفس من يتكلم من يرغب أن يختار
كلب باب
وكلب جلس على كرسي البواب
والأرقط يغرف من مال الحي المسفوح على الأعتاب
وذي الذيل الأسود حد الظفر وسن الناب
والأجرب منها أمسك قلماً يستلهم فكر السيد يكتب للناس كتاب
والبني كثيف الشعر يعوي عبر الشاشات
يرهب سكان الحي بحيات وخنازير وقطعان ذئاب وكلاباً تلبس أردية العلم
تشرح فلسفة الكذاب
والكلب الساحر يعرض كل صباح
ألغازاً
وأحاجي
ينفث في الحي بخوراً وشروراً
يملأ كل الأرجاء ضباب
والحي المسكين توارى تدارى خلف الأبواب
يتأمل في قانون السيد
إما أن تصبح كلباً أو حبلاً أو مسخاً
لا سمع
لا بصر
لا قلب
ولا أهداب
أحمدي قاسم محمد
النائب الشرعي لدائرة مركز سنورس ـ الفيوم سنورس في: صباح الاثنين 18/2/2008

الاثنين، ٣ مارس ٢٠٠٨

إعتقال صاحب المدونة

خبر عاجل
إعتقال صاحب المدونة الشيخ أحمدى قاسم محمد من بيته فجر اليوم الثلاثاء 4/3/2008
الشيخ احمدى قاسم على اليسار ومعه على اليمين المدون محمد خيري


كما تم إعتقال الأسماء الآتية

محمد احمد بدر
عيد زكريا
عمرو أيوب
أيمن صبحى
شعبان عاشور
مصطفى رجب (مرشح مجلس الشورى)
خالد محمود طه
بهيج عبد المنعم
مجدى طلب
هشام عبدالوهاب
كمال عرفة
عبد المقصود احمد
محمد عبد الستار
محمود حسين
حسام خليل
عثمان رياض
--------------------------------------------------
وجارى تحديث الأخبار تباعا

محمد خيري

الأحد، ٢ مارس ٢٠٠٨

العودة إلى الجنة



العــــــــودة إلى الجنــــــة

· المفاجأة تولد الذهول . لحظات معدودة . ثم تحدث الإفاقة . تستقر كل خلية عصبية فى مكانها . ترجع إلى حالتها الطبيعية
لكن إذا تمددت هذه اللحظات فوق مساحة يوم كامل . هذا بحساب الزمن أما بحساب الألم فهى إمتداد لانهائى أشبه ما يكون بعذاب أهل النار لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها .
لم يستوعب عقلى أن الإنسان ينقلب من الجنة إلى النار فى لحظة . أو بلطمة . عجز عن الفهم . فقد السيطرة على الجسد .
العينان ضائعتان . منذ صدر لها الأمر بالبكاء لم يصدر أمر آخر بالكف . لا تعرفا متى تتوقف . لم إعتادا ألا تفعل حتى يأمرها العقل . وهى الآن تجرى إلى أجل غير مسمى . أو لحين إشعار آخر .
الإنتقال من الجنة إلى النار بلطمة واحدة ليس له إلا معنى واحد . أن الجنة كانت وهماً . والوهم الذى نختاره بإرادتنا يصبح حقيقة نفسية بديلة عن الواقع المعاش .
زمن الإقامة فى الجنة الموهومة قارب ستة أشهر . هى عمر زواجنا .
الآن علمت معنى الخديعة . أيقنت أن للخداع مدن كاملة تحوى كامل مفردات مدن الحقيقة . مدن سينمائية . تجرى فيه مشاهد الحب والفرحة والموت والحياة وجميعها مزيف . يقومن كل شىء بعد التصوير ويعود الممثلون المخادعون إلى بيوتهم من جديد .
عندما عاد جدى من فترة إعتقاله الأولى سمعته يحكى لبعض زواره أن الناس فى السجن لا يخدع بعضهم بعضاًً . مجبرون على الحياة بعفوية . يصعب عليهم أن يتجملوا طوال الوقت .
لا أعرف لماذا لم أنس هذه الكلمات رغم أنى كنت حينئذ صغيرة ؟!
وعندما كبرت اكتشفت أنها مازالت ملتصقة بذاكراتى بقوة . وكأنها أصيبت بواحدة من العلك الذى كان كثيراُ ما أنساه ويلتصق بأشيائى
إلا أن شيئاً ما بداخلى أسقط كلمات جدى عن السجون على عش الزوجية . ووثق هذه الفكرة مشاهد الحب الزوجى الذى كنت أرقبه بحاسة الأنثى فى دائرة أقاربنا والجيران . لا أعرف على وجه التحديد متى بدأت هذه الهواية الممتعة .
كل ما أذكره أننى كنت مولعة بمراقبة كل زوجين فى زيارتنا .
أسارع بإتمام واجباتى المدرسة . أفرغ نفسى . أجلس إليها كطالب علم نابه بين يدى أستاذه . يتحول كياني إلى محطة رصد عالية التقنية رأيت لغات خاصة بين العيون . جمل إشارية مبثوثة من مفردات الوجه وأصابع اليدين بعفوية توحى بأنها اللغة الأولى المختارة بينهما .
كنت أترق شوقاًً لفك رموزها وقراءة ايحاءاتها وكدت أنفجر بالسؤال أكثر من مرة لولا أن الحياء كان أسبق لنزع فيتل القنبلة .
تخلق من الهواية اللذيذة نظرية التشابه بين الزوجين . التهمت عقلى .
كل زوجين سعداء يقترب الشبه بينهما مع الزمن . تتشابه الملامح كما تتشابه الروح . كنت أرى هذا حقيقة فى وجه والدىّ .
وما يمنع ؟ّ! إنهما متفقان فى كل شىء . هل حقاً لمشاعرنا تأثير على الملامح ؟
سمعت عرضاً إحدى صديقات أمى فى جلستهم الخاصة تقول عن زوجها فى نشوة ضاحكة :
ـــ أنا أعرفه أكثر من أمه التى أنجبته . أحفظه كما أحفظ حروف اسمه .
كنت أشعر أن قلبى مركزاً مغناطيسياً هائلاً شديد الحساسية يلتقط كل تعابير الحب عن بعد . كنت أحس أحياناً أنه يجذبنى لأرى أو أسمع . لأعاين الحب الحقيقى . يتحدث . يضحك . يمشى على قدمين .
عندما تقدم لخطبتى . دعانى أبى لأجلس إليه . كانت هذه هى المرة الأولى التى أراه فيها بمنزلنا . لكنها لم تكن المرة الأولى التى أراه فيها . عرفت وجهه من قبل . رأيته فى الجامعة . كان معى فى نفس الفرقة . ولكن كانت هذه هى المرة الأولى التى أنظر فيها إليه كزوج وحبيب . عندما جلست ونظرت إليه سارعت أمى لتقدم إلىّ كوب ماء لتنقذنى من السعال . هكذا بدا لهم . إلا أنه لم يكن سعالاً . كانت شهقة . اندفاعة هوائية هائلة من الداخل . أحسست بإنفجار فى داخلى . إنها المشاعر المخزونة التى ظلت تتراكم على مدار سنوات العمر . كنت أنسقها كدرر ثمينة . كنز إنسانى ثري بالمشاعر والأحاسيس .حديقة بديعة فيها كل الألوان والعطور . أحفظها بعناية . احرص على حيويتها وبهائها . أتعهدها دائماً كأم تتفقد أطفالها على مدار الليل . كلما نامت أيقظها هاجس الغطاء المدفوع بفعل الأقدام الصغيرة فتعود بلهفة من جديد .
إنها تتدافع الآن . تتسابق إليه . إنها له كاملة . حفظتها لم تمس . أقدمها فى صمت وخشوع . هذه الأمانة لك أتقرب بها إلى الله . لتكون عشنا الحقيقى . جدراته وأبوابه ونوافذه . لتكون أشجاره وثماره وفضاء حديقته . لتكون بسطه وفرشه وألوانه . لتكون زهوره وألحانه . لتكون نسيمه ومهد أطفاله . لتكون الثوب الواحد الذى نلبسه معاً . وتعقد بين قلبينا ميثاقاً غليظاً .
كانت صديقاتى يتحدثن أحياناً عن فتى أحلامهن . سألونى ذات مرة عن صفات فتى أحلامى.
لم أعرف ماذا أقول . ابتسمت وقلت لهن :
ــ رجل .
وضحكن حتى رأيت نشوة الإجابة دغدغدت عصب عين إحداهن فانفلتت دمعة .
ــ لم نسألك عن نوعه رجل امرأة .
لم أجرؤ على إخبارهن بالحقيقة . أحسست أننى ينقصنى شىء عنهن . فمخيلتى لم تحو فتى أحلام . أو بتعبير أقرب للصدق . امرأة حلمى . أو حلمى للمرأة التى أريد أن أكون .
لم تكن تلك المرأة صورة خيالية أعيش فيها أو أهرب إليها عبر أزمنة مختطفة تسمى أحلام اليقظة . بل كانت حقيقة أحيا فيها . أعيش أدق تفاصيلها.
لم تكن قضيتى كلمات الحب التى تطرب النساء . فالكلمات رموز تعبيرية . إشارات لفظية خفيفة عن واقع نورانى يموج بكامل تفاصيل الحياة .
إذا كان الناس يتحدثون عن الحب . فلتكن قضيتى أن أعيشه من لحظة الإيماءة بالموافقة إلى لحظة الإغفاءة والمفارقة .
كنت أشعر أن الله تعالى خلقنى فى مدينة الحب . وأن بيتنا كان مركز هذه المدينة وقلبها النابض . وأن الميلاد فى الجنة يوجب علينا أن ندعوا الناس إليها ونحببهم فى دخولها . وإلا فهو الكفر بنعمة الله .
إذا أنشد الناس عن قيس وليلى وعنتر وعبلة ورميو وجولييت . فعلى السعداء فى مدينة الحب أن يعلنوا فى الناس .
ــ يا أكرم المخلوقين . يا سادة الكائنات . اقتصدوا فى التعبير بالكلمات وعيشوا الحب فى كامل الحياة .
من علياء هذه القمة سقطت . هزمت بالضربة القاضية فى الجولة الأولى . شركاء الزوجية كشركاء الزنزانة فى صعوبة الخداع بينهم . فالرجل لا يتحرج أن يتخفف من ثيابه أمام زوجته . لا شىء .فى أن تطلع على عيوب جسده . أن ترى الندبات والقطوع والوحم . كل شىء . مالم يخبر به اللسان تشى به صفحة الوجه . وحركة العينين .
القدرة على التمثيل اليومى المتواصل يفوق إمكانات البشر .
كيف خدعنى طوال هذا الزمن ؟ أم ترى أنا التى خدعت نفسى ؟
قدمتها لمن لا يستحق . افترضت فيه ما تمنيت أن يكون . كنت كقائد حربي تعيس اختار موقع جنده فى نفس دائرة الفخ المنصوب .
أعادتنى إلى الدنيا طرقات على باب الحجرة المغلق .
ــ طاهرة .... يا طاهرة .
ــ نعم .
إنها أختى الصغيرة .
ــ ماما تريدك . عمو معها بغرفة الضيوف .
انتبهت إلى أن دموعى مازالت تجرى . وأن كيانى موزع فى الأرجاء . لملمت نفسى . وقفت لحظات . خرجت .
عندما وقعت عينى عليه أحسست أنه انتفض . سرت فى جسده رعشة . رأيته كرجل فقد الأمل فى الحياة حتى إذا يأس منها . اكتشف أنها بين يديه كاملة غير منقوصة . أمى كانت تعرف أن هناك شىء ما . لم تسألنى . ولم أخبرها . ولكنه قلب الأم الذى يشم عبق الروح بنفس المهارة التى يقرأ بها صفحة الوجه . قالت بحنان دافىء :
ــ بعد إذنك يا إبني . أعمل لكم شاى . خرجت .
نظر إلى ّ . أحسست أن عينيه شاطىء رائق يامرنى بالتمدد عليه والسباحة والغوص .
لكنى لن أفعل . لقد أهدر كرامتى . اللطمة لم تقع على صفحة الوجه وإنما أطاحت بالقلب خارج حدود الأرض . ألقته فى تيه الفضاء المظلم .
اليد التى لطمتنى فى المساء كنت أقبلها عند الظهيرة .
فتح فمه أكثر من مرة . ولكنه لم يفلح استعصت عليه الحروف .أحياناً تخرج الكلمات الصادقة كروح الكافر . تمزق كل الأعصاب . وربما خرجت الكلمات مكتومة . أخيرأ تمكن من الكلام .
ــ أخبرت ماما أننى كنت مسافراً ليلة أمس . إنها الحقيقة فأنا لم أكذب . لقد سافرت خارج نفسى . أصابتنى اللعنى من ليلة أمس . أنكرتنى الشوارع . لم أتنفس منذ غادرتنى . أول نسمة هواء انسابت فى صدرى كانت تلك التى دفعتيهاإلىّ عند دخولك .
الكلمات تخرج من فمه تتدافع . تغادره كسرب من العصافير ينطلق سعيداً من شجرة بنورالصباح . يومىء برأسه . يعبر بيديه . كامل كيانه شارك فى الفعل . يسكت . يطأطىء الرأس . يعود للكلام . أراه يتكلم وكـأنه محام ماهر يثق عدالة قضيته . أعادت كلماته مشهد الأمس كاملا . لم يبق فى ذاكرتي سوى سوى مشهد الختام المؤلم . أما التفاصيل فقد نسيتها . يبدو أن اليد اللاطمة قبضتها عند إنسحابها المذعور .
كيف لم أذكر قبل الآن أننى كنت غاضبة . وأن صوتى ارتفع بدرجة فجة . وأنني صرخت فى وجهه . نعم إننى أذكرالآن ما حدث . فاجأنى بقوله :
ــ الفعل القاسى لم يكن شراًًًًًًً مطلقاً . وخطيئة آدم كانت درساً فتح له آفاقاً للرحمة الإلهية كان يجهلها .
هل يعنى أن المحنة كانت درس لقياس متانة ميثاقنا ؟ أو إنذار بأن هناك جوانب مجهولة فينا لم ندخلها بعد ؟
ربما . بل من المؤكد أن هناك مساحات لم أعاينها فى حديقته . يجب أن أدخلها . أتجول فيها . أتعرف على كل الأرجاء والأنحاء . أحفظ الدقائق والمفردات . أقف طويلاًًً عند أشجار الورد ذات الشوك حذراً من الإصابة المباغتة .
الله تعالى أمرنا بالعدل . لم تكن خطيئتة وحده . كان لى فيها نصيب . أنا التى دفعته لهذا . أنا مسئولة أيضاً . أجبرته على الفعل الحرام .
ــ لا أعرف كيف تحركت يدى . ما كان لها أن تطيعنى . كان هذا من عمل الشيطان .
قالها وهو ينظر إلى الأرض .
حقاً . صدقت . فاللطمة أصابتنا سوياً . ألم نتعاهدعلى أن نكون ذاتاً واحدة ؟ كرامة واحدة ؟
نحن المخطىء . ونحن المعاقب . نحن الذى حرم من الجنة ليوم كامل قضاه فى النار .
أردت أن أتكلم ولكنى لم أفعل . نظرت إليه . كان خاشعاً ساكناَ يردد فى هدوء :
ــ أستغفر الله العظيم .
رفع عينيه . نظرت فيهما . قبلت الدعوة . وقف . مد يده . نفس اليد التى كانت بين راحتى بالأمس . اقترب خطوة . وقفت . غادرتنى يدى إليه . انطلقت كطفلة رأت أمها فجأة بعد طول غياب . احتضن كفه كفى . أحسست كأننا نستعد لنسبح فى الفضاء .
ــ الشاى يا أولاد .
أعتقد أن هذا كان صوت ماما .
وكأنى سمعته يجيب .
ــ شكراً يا ماما سنشربه هناك .
نادتنى أختى الصغيرة وهى تضحك :
ــ طاهرة . هل ستخرجين هكذا ؟
ــ ماذا ؟
ــ الخمار والحذاء والشنطة .
ــ ارتبكت من الخجل . غالباً ما ننسى بعض الأشياء عند السفر إلى الجنة .
سنورس فى :
صباح السبت 7 مارس 2004

العجوز والكلاب

في ناصية الحي عجوز
ساد الحي بشرع الغاب
يشهر سيفاً وسكاكين وسياطاً من نار
وكلاباً تعقر من يتنفس من يتكلم
من يرغب أن يختار
كلب باب
وكلب جلس على كرسي البواب
والأرقط يغرف من مال الحي المسفوح على الأعتاب
وذي الذيل الأسود حد الظفر وسن الناب
والأجرب منها أمسك قلماً
يستلهم فكر السيد
يكتب للناس كتاب
والبني كثيف الشعر يعوي عبر الشاشات
يرهب سكان الحي بحيات وخنازير وقطعان ذئاب
وكلاباً تلبس أردية العلم
تشرح فلسفة الكذاب
والكلب الساحر يعرض كل صباح ألغازاً وأحاجي
ينفث في الحي بخوراً وشروراً
يملأ كل الأرجاء ضباب
والحي المسكين توارى
تدارى خلف الأبواب
يتأمل في قانون السيد
إما أن تصبح كلباً أو حبلاً أو مسخاً
لا سمع . لا بصر . لا قلب .
ولا أهداب.
أحمدي قاسم محمد
النائب الشرعي لدائرة مركز سنورس ـ الفيوم
سنورس في:
صباح الاثنين 18/2/2008