الأقنعة والوجوه الصهيونية
الإحساس العام بالخزي والمهانة مرر حلوق المصريين، ليست هذه هي مصر الأزهر، ولا مصر القوة العسكرية المؤثرة إقليمياً وعالمياً، ولا مصر القوة البشرية الهائلة والفاعلة في كافة المجالات. قاتل الله من أهان مصر وشعبها، وقهره إلى خلفية الصفوف محبطاً حزيناً، وعطل طاقاتها وقدراتها، ونهب وبدد ثرواتها. المذبحة الجارية على مدار الساعة فوق أرض غزة أسقطت الأقنعة لتسفر عن وجوه ممسوخة بلون صهيوني أزرق، وأزاحت الستار عن القِبلة الحقيقية للسلطات العربية ومستهدفاتها. صورايخ وأقنعة إن الصواريخ التي سقطت على غزة كانت كافية لفضح السياسة المصرية وتواطئها مع العدوان الصهيوني الأثيم على غزة الفلسطينية. فالسلطة المصرية كانت تعلم، بل وأشك أنها طلبت الإسراع بضرب حماس لتحقق أهدافاً عدة منها، كسر حماس وتطويعها للدخول في المبادرة العربية للسلام، وهو ما يعني إلقاء سلاح المقاومة والاعتراف بإسرائيل، لتتحول حماس إلى سلطة فلسطينية موازية لرام الله وتابعة لها. والسلطة المصرية موقفها واضح من حماس منذ نتيجة الانتخابات، بل وقبلها، فهي التي طلبت تأخير الانتخابات الفلسطينية إلى ما بعد انتخابات التشريعية في مصر 2005، حتى لا تدعم نتيجتها المتوقعة لصالح حماس الإخوان المسلمون في مصر. والتصريحات الاستفزازية والعدائية خاصة من وزير الخارجية المصري، وآخرها (إن مصر في انتظار عبور الجرحى الفلسطينيين إلي الجانب المصري من معبر رفح, ولكن لا يسمح لهم بالعبور!!!) الأهرام28/12/2008 وقد سود الله وجهه ببيان وزارة الصحة الفلسطينيين الصادر اليوم 29/15/2008 والمعنون ب(بعد أن خدعت الجميع وأبدت استعدادها لاستقبالهم السلطات المصرية ترجع الحالات الحرجة من جرحى المحرقة وتمنع إدخالهم إلى مصر. وأبو الغيط هذا هو الذي قالت ليفني أمامه وعلى ضفاف النيل عن حماس(إينف. إينف . إينف) وعلق بابتسامة بلهاء، ثم أمسك يدها بشياكة وساعدها على السير النزول. ومنها وقف تنامي قوة الإخوان المسلمين في الداخل المصري، وتعويق حركتهم الإصلاحية، وهو ما اعتبرته الحكومة المصرية هدفاً رئيسياً يستحق تغيير الدستور، وسن القوانين، ونصب المحاكمات العسكرية للمدنيين، وتجييش الشرطة وتسخيرها لتجريد الحملات العسكرية على الآمنين في المنازل والشوارع. والسقوط السلطوي المصري تجلى في عدة مظاهر فجة منها: ـ الصمت على الجريمة الشنعاء، بل وتحميلها مسئولية المذبحة لأنها لم تسمع النصيحة ـ على حد تعبير أبو الغيط ـ فض الله فوه ـ ولم نسمع للرئيس مبارك ولا لولده النجيب تصريحاً واحداً عن الجريمة، خاصة وأن الجناة أصدقاءه وعلى رأسهم أولمرت الذي قال عنه في حواره الأخير لصحيفة يدعوت أحرنوت الصهيونية: (.... وكان دائما عند كلمته وإذا قال كلمة ينفذها، وهذا ما أتوقعه دائما من القادة الإسرائيليين، عندما يعطونني وعدا يلتزموا به ..) ـ غلق معبر رفح قبل العدوان وبعده وحتى الآن، وهو جريمة بكل المعايير، ويعجز الشيطان ذاته عن تبريرها. أطباء الإغاثة وشاحناتهم أما المعبر عقب العدوان مباشر، حمولة الطائرتين القطريتين على الأرض مطار العريش في نفس اليوم، سيارات الإغاثة التي جهزها المصريون من أموالهم احتجزتها قوات الأمن المصرية عند كوبري السلام ومنعتها من المرور تجاه العريش، ضوعفت قوات الأمن المصرية ونصبت مدافعها في وجه القادمين من الجهة الفلسطينية. وادعت مصر أنها تنسق مع الفلسطينيين، ولم تنسق، ماطلت طوال أربعة وعشرين ساعة تقريباً في انتظار مبرر للغلق حتى جاء القصف الصهيوني للمعبر والأنفاق، وظنته الحكومة المصرية عذراً يبيض وجهها الذي احترق خزياً وعاراً. ـ قرد سيده أما الإعلام المصري فهو المسخ اللاهي وقت الجد، والقرد اللاعب بأمر سيده، جاهز لتبرير كل شئ، ومهاجمة أي شئ، وقول كل شئ. تنصب الكاميرات ويستدعى الكذبة والأفاقون بعد أن يشدوا أربطة عنقهم بعناية، ويلبسوا مسوح العلم والحكمة، ليخلطوا الأوراق ويلبسوا المعطيات، ويكافحوا لتغييم الحقيقة. اعتدنا عليهم في التشويش على قضايانا الداخلية، وأوجعتنا كلماتهم وسخريتهم، بلاء نتعامل معه بصبر وسعة صدر، ولكننا لن نقبل أن يسلط هذا المسخ بقنواته التي تمول من دماء شعبنا بطعن طليعتنا المقاتلة في غزة، والتواطؤ مع أعدائنا على أبنائنا وإخواننا في فلسطين. حتى مساء الأحد الدامي كانت القنوات المصرية جميعاً ـ الأرضية والفضائية تبث برامجها التافهة التي اعتادت عليها وكأن شيئاً لا يجري على على بوابتنا الشرقية، تجاهل متعمد يصنف في خانة الخيانة الوطنية وفق الدستور المصري (والشعب المصري جزء من الأمة العربية) المادة (1) الباب الأول. ثم جاء دور الجوقة التي احترفت تبرير السلوك الحكومي وتزيين الخطأ الحكومي، وتحويل الكوارث إلى انتصارات ومكاسب، وإضفاء الحكمة والعقلانية على قرارات السلطة ومواقفها. أين الشيخ ولسانه أحزنني أن يكون من بين الذين استغشوا ثيابهم وغطوا رؤسهم، شيخ الأزهر الشريف الذي لم نسمع له صوت، ولم ينطلق لسانه الذي اعتاد الانطلاق والتفلت بتصريح عما يجري في غزة، أم أنه لم يعلم أيضاً ما يجري في غزة؟! أقول هذا وأنا في غاية الألم ـ خاصة أنني أزهري شرعي وأعلم قيمة الأزهر ومكانته ـ. أقول هذا لأنني كنت أرجو أن يخرج شيخ الأزهر لفتح معبر رفح، لو فعلها لرأى مصر جميعها وراءه، ولعلم يقيناً مكانة الأزهر وعلماءه في نفوس الناس. ماذا لو فعلها حقاً؟ فعلها سلطان العلماء العز بن عبد السلام، خرج من القاهرة بعد فتوى لم تعجب الحاكم المملوكي، فخرج أهل القاهرة وراءه ولم يعودوا حتى عاد بعد إن استرضاه المماليك ونزلوا على حكمه الذي كان خاص بهم، وقاس على نفوسهم. لا وجه للمقارنة. أوان الشعب لن يوقف الصهاينة إلا تحرك الشعب المصري، حركة تجبر السلطة المصرية على تغيير مواقفها، ويرهب الصهاينة على التراجع حتى لا يهيج المارد المخدر ويقلب الطاولة على السلطة الحاكمة في مصر. إن الحركة الشعبية في مصر اليوم هي الغائب الحاسم الذي يخشون حراكه قبل استسلام حماس، ولهذا تحث السلطات العربية المتواطئة الصهاينة على سرعة إنجاز مهمتهم بتقويضها وتغيير الواقع فوق الأرض حسب تعبير ليفني. إن الحركة الشعبية المصرية اليوم هي أمل حماس الذي تنتظره بشوق لوقف نزيف الدم والدمار الشامل لتركيعها وإذلالها. إن الحركة الشعبية المصرية اليوم هي وحدها القادة على وقف الزحف البري الصهيوني الغاشم على غزة، وأعلن العدو الصهيوني بدايته بعد ساعات. إن الحركة الشعبية المصرية اليوم هي المخرج من محنة الاستضعاف التي طال أمدها، وأخرجتنا من دائرة الفعل ومكانتنا في قلب الأمة العربية والإسلامية. اللهم إنا نبرأ إليك من مواقف حكومتنا المخزية.
الإحساس العام بالخزي والمهانة مرر حلوق المصريين، ليست هذه هي مصر الأزهر، ولا مصر القوة العسكرية المؤثرة إقليمياً وعالمياً، ولا مصر القوة البشرية الهائلة والفاعلة في كافة المجالات. قاتل الله من أهان مصر وشعبها، وقهره إلى خلفية الصفوف محبطاً حزيناً، وعطل طاقاتها وقدراتها، ونهب وبدد ثرواتها. المذبحة الجارية على مدار الساعة فوق أرض غزة أسقطت الأقنعة لتسفر عن وجوه ممسوخة بلون صهيوني أزرق، وأزاحت الستار عن القِبلة الحقيقية للسلطات العربية ومستهدفاتها. صورايخ وأقنعة إن الصواريخ التي سقطت على غزة كانت كافية لفضح السياسة المصرية وتواطئها مع العدوان الصهيوني الأثيم على غزة الفلسطينية. فالسلطة المصرية كانت تعلم، بل وأشك أنها طلبت الإسراع بضرب حماس لتحقق أهدافاً عدة منها، كسر حماس وتطويعها للدخول في المبادرة العربية للسلام، وهو ما يعني إلقاء سلاح المقاومة والاعتراف بإسرائيل، لتتحول حماس إلى سلطة فلسطينية موازية لرام الله وتابعة لها. والسلطة المصرية موقفها واضح من حماس منذ نتيجة الانتخابات، بل وقبلها، فهي التي طلبت تأخير الانتخابات الفلسطينية إلى ما بعد انتخابات التشريعية في مصر 2005، حتى لا تدعم نتيجتها المتوقعة لصالح حماس الإخوان المسلمون في مصر. والتصريحات الاستفزازية والعدائية خاصة من وزير الخارجية المصري، وآخرها (إن مصر في انتظار عبور الجرحى الفلسطينيين إلي الجانب المصري من معبر رفح, ولكن لا يسمح لهم بالعبور!!!) الأهرام28/12/2008 وقد سود الله وجهه ببيان وزارة الصحة الفلسطينيين الصادر اليوم 29/15/2008 والمعنون ب(بعد أن خدعت الجميع وأبدت استعدادها لاستقبالهم السلطات المصرية ترجع الحالات الحرجة من جرحى المحرقة وتمنع إدخالهم إلى مصر. وأبو الغيط هذا هو الذي قالت ليفني أمامه وعلى ضفاف النيل عن حماس(إينف. إينف . إينف) وعلق بابتسامة بلهاء، ثم أمسك يدها بشياكة وساعدها على السير النزول. ومنها وقف تنامي قوة الإخوان المسلمين في الداخل المصري، وتعويق حركتهم الإصلاحية، وهو ما اعتبرته الحكومة المصرية هدفاً رئيسياً يستحق تغيير الدستور، وسن القوانين، ونصب المحاكمات العسكرية للمدنيين، وتجييش الشرطة وتسخيرها لتجريد الحملات العسكرية على الآمنين في المنازل والشوارع. والسقوط السلطوي المصري تجلى في عدة مظاهر فجة منها: ـ الصمت على الجريمة الشنعاء، بل وتحميلها مسئولية المذبحة لأنها لم تسمع النصيحة ـ على حد تعبير أبو الغيط ـ فض الله فوه ـ ولم نسمع للرئيس مبارك ولا لولده النجيب تصريحاً واحداً عن الجريمة، خاصة وأن الجناة أصدقاءه وعلى رأسهم أولمرت الذي قال عنه في حواره الأخير لصحيفة يدعوت أحرنوت الصهيونية: (.... وكان دائما عند كلمته وإذا قال كلمة ينفذها، وهذا ما أتوقعه دائما من القادة الإسرائيليين، عندما يعطونني وعدا يلتزموا به ..) ـ غلق معبر رفح قبل العدوان وبعده وحتى الآن، وهو جريمة بكل المعايير، ويعجز الشيطان ذاته عن تبريرها. أطباء الإغاثة وشاحناتهم أما المعبر عقب العدوان مباشر، حمولة الطائرتين القطريتين على الأرض مطار العريش في نفس اليوم، سيارات الإغاثة التي جهزها المصريون من أموالهم احتجزتها قوات الأمن المصرية عند كوبري السلام ومنعتها من المرور تجاه العريش، ضوعفت قوات الأمن المصرية ونصبت مدافعها في وجه القادمين من الجهة الفلسطينية. وادعت مصر أنها تنسق مع الفلسطينيين، ولم تنسق، ماطلت طوال أربعة وعشرين ساعة تقريباً في انتظار مبرر للغلق حتى جاء القصف الصهيوني للمعبر والأنفاق، وظنته الحكومة المصرية عذراً يبيض وجهها الذي احترق خزياً وعاراً. ـ قرد سيده أما الإعلام المصري فهو المسخ اللاهي وقت الجد، والقرد اللاعب بأمر سيده، جاهز لتبرير كل شئ، ومهاجمة أي شئ، وقول كل شئ. تنصب الكاميرات ويستدعى الكذبة والأفاقون بعد أن يشدوا أربطة عنقهم بعناية، ويلبسوا مسوح العلم والحكمة، ليخلطوا الأوراق ويلبسوا المعطيات، ويكافحوا لتغييم الحقيقة. اعتدنا عليهم في التشويش على قضايانا الداخلية، وأوجعتنا كلماتهم وسخريتهم، بلاء نتعامل معه بصبر وسعة صدر، ولكننا لن نقبل أن يسلط هذا المسخ بقنواته التي تمول من دماء شعبنا بطعن طليعتنا المقاتلة في غزة، والتواطؤ مع أعدائنا على أبنائنا وإخواننا في فلسطين. حتى مساء الأحد الدامي كانت القنوات المصرية جميعاً ـ الأرضية والفضائية تبث برامجها التافهة التي اعتادت عليها وكأن شيئاً لا يجري على على بوابتنا الشرقية، تجاهل متعمد يصنف في خانة الخيانة الوطنية وفق الدستور المصري (والشعب المصري جزء من الأمة العربية) المادة (1) الباب الأول. ثم جاء دور الجوقة التي احترفت تبرير السلوك الحكومي وتزيين الخطأ الحكومي، وتحويل الكوارث إلى انتصارات ومكاسب، وإضفاء الحكمة والعقلانية على قرارات السلطة ومواقفها. أين الشيخ ولسانه أحزنني أن يكون من بين الذين استغشوا ثيابهم وغطوا رؤسهم، شيخ الأزهر الشريف الذي لم نسمع له صوت، ولم ينطلق لسانه الذي اعتاد الانطلاق والتفلت بتصريح عما يجري في غزة، أم أنه لم يعلم أيضاً ما يجري في غزة؟! أقول هذا وأنا في غاية الألم ـ خاصة أنني أزهري شرعي وأعلم قيمة الأزهر ومكانته ـ. أقول هذا لأنني كنت أرجو أن يخرج شيخ الأزهر لفتح معبر رفح، لو فعلها لرأى مصر جميعها وراءه، ولعلم يقيناً مكانة الأزهر وعلماءه في نفوس الناس. ماذا لو فعلها حقاً؟ فعلها سلطان العلماء العز بن عبد السلام، خرج من القاهرة بعد فتوى لم تعجب الحاكم المملوكي، فخرج أهل القاهرة وراءه ولم يعودوا حتى عاد بعد إن استرضاه المماليك ونزلوا على حكمه الذي كان خاص بهم، وقاس على نفوسهم. لا وجه للمقارنة. أوان الشعب لن يوقف الصهاينة إلا تحرك الشعب المصري، حركة تجبر السلطة المصرية على تغيير مواقفها، ويرهب الصهاينة على التراجع حتى لا يهيج المارد المخدر ويقلب الطاولة على السلطة الحاكمة في مصر. إن الحركة الشعبية في مصر اليوم هي الغائب الحاسم الذي يخشون حراكه قبل استسلام حماس، ولهذا تحث السلطات العربية المتواطئة الصهاينة على سرعة إنجاز مهمتهم بتقويضها وتغيير الواقع فوق الأرض حسب تعبير ليفني. إن الحركة الشعبية المصرية اليوم هي أمل حماس الذي تنتظره بشوق لوقف نزيف الدم والدمار الشامل لتركيعها وإذلالها. إن الحركة الشعبية المصرية اليوم هي وحدها القادة على وقف الزحف البري الصهيوني الغاشم على غزة، وأعلن العدو الصهيوني بدايته بعد ساعات. إن الحركة الشعبية المصرية اليوم هي المخرج من محنة الاستضعاف التي طال أمدها، وأخرجتنا من دائرة الفعل ومكانتنا في قلب الأمة العربية والإسلامية. اللهم إنا نبرأ إليك من مواقف حكومتنا المخزية.