الأحد، ٢٨ مارس ٢٠١٠

رجاءً ............ أوقفوا محاكمة نائب القمار

رجاءً ............ أوقفوا محاكمة نائب القمار

هذه مناشدة من مواطن مصري إلى من يهمه الأمر. رجاءً أوقفوا محاكمة نائب القمار. قد يكون ندائي هذا مثيراً، أو مقززاً، إذ كيف أدافع عن نائب يخالف القانون، ويتربح في حماية الحصانة، ويسرق أموال الجمارك حسب القانون الذي يشرعه ويحميه؟

إنه واحد من الكتيبة التي فطنت إلى أقرب الطرق للثراء احتراف السياسة، والسياسة عندهم لا تعني أكثر من سبوبة يرتزقون منها.

من المسئول عن وصول مثل هذا المتهم إلى كرسي البرلمان، أهو الشعب أم السلطة التي فرضته على الشعب؟

القضية أكبر بكثير من هذا النائب ـ مجازاً ـ فهي ليست مجرد نائب واحد، ولكنها معايير اختيار النواب.

تأذى الشعب المصري كثيراً من فضائح النواب، نواب الكيف والقروض ونواب سميحة(زنا جماعي للنواب) ونواب النقوط والرقص العاري والتهتك مع الراقصات.

صدم الشعب المصري المسكين بفضائح نواب بيع تأشيرات الحج وتجارة الآثار والتربح من العلاج على نفقة الدولة والاستيلاء على أراضي الدولة، و..........

هذا فضلاً عن النواب الوقحين الشتامين الذين لم يسمع الشعب المسكين من شتائمهم وسبهم للدين إلا القليل، ولو تعرف على ما سجلته المضابط الصوتية من سفالة أسوأ مما يسمعونه من السفلة والسوقة وأحط المجرمين في الأوكار وغرز المخدرات.

من المسئول عن حمل هؤلاء إلى كراسي البرلمان؟

هل هؤلاء نواب حقيقيون اختارهم الشعب، وارتقوا إلى البرلمان عن جدارة واستحقاق؟

يستحيل على شعب متدين متحضر كالشعب المصري، أن ينيب عنه هذه النماذج التي كان الأولى بها دور الإصلاح والتأهيل.

بل إنه يأنف من التعامل معهم فضلاً اختيارهم نواباً له في إدارة شئونه، ومحاسبة حكومته وسن التشريعات المنظمة للمجتمع.

وإنها لإهانة قاسية أن يكون مثل هذا المتهم نائباً عن شعب مصر الطيب المسكين.

ويمكن لمن لا يعرف أن يسأل ضباط أمن الدولة عن كيفية اختيار نواب المجلس التشريعية والمحلية، وعن المعايير الحاكمة لهذا الاختيار.

ويمكنهم لزيادة الفهم والاستيعاب والاقتراب من الحقيقة المرة أن يسألوا أعضاء ما أسموه بالمجمع الانتخابي للحزب الوطني عن كيفية إجراء العملية الانتخابية الحزبية لاختيار مرشحي الحزب الحاكم؟

ودعوني أخبركم عن آخر مجمع انتخابي عقده الحزب الوطني بالفيوم لاختيار مرشح الحزب في الانتخابات التكميلية لشغل المقعد الذي خلا بوفاة الحاج يس عليوة ـ رحمه الله ـ بدائرة.

حرص أحد المرشحين البارزين على الالتقاء بجميع أعضاء المجمع الانتخابي، وتم ترضيتهم جميعاً بالأسلوب الحزبي الذي

اعتادوا عليه (نورني أتنور)، رش السيد المرشح رشة جريئة ـ كما يقولون ـ كانت كافية للإجماع عليه، ويبدو أنها

كانت سخية بما يكفي لترشيحه.

اطمأن المرشح لموقفه، وأكد له الجميع أن لا يمنعه من الترشيح إلا انعقاد المجمع (والمسألة مسألة وقت)، وانعقد المجمع، ولم يكن هناك أدنى شك في ترشيحه، ولكن كل شيء تغير فجأة بمجرد دخول أمين التنظيم أحمد عز، الذي أعلن بمجرد دخوله استبعاد المرشح المنتظر من قائمة المرشحين، وقال لهم:

ـ فلان . لأ، والنظام عندنا في الصعيد لما يموت عضو يكمل الدورة بتاعته واحد من بيته.

لم يجرؤ احد على السؤال عن سر الاستبعاد، ولكن الجميع كان يعلم أنه استبعده لأنه كما قال عز للمقربين:

ـ ما اسمعش كلامي ونزل قدام مرشح الحزب في الانتخابات التكميلية اللي فاتت، لازم يتأدب.

إنها السلطة الحاكمة التي تنفي الشرفاء والأكفاء من أبناء مصر وتفسح المجال لهؤلاء الذين ليست

لديهم أدنى فكرة عن العمل السياسي، وخطورة الكراسي التي يجلسون عليها، وهؤلاء تحديداً هم الفئة

التي تبحث عنهم السلطة الحاكمة لتمرر كل ما تشاء من قرارات وقوانين ومعاهدات.

هذه الفئة التي استنسختها السلطة هي المسئولة عن تمديد قانون الطوارئ، وتعديل الدستور على مقاس الأسرة الحاكمة وسلطتها، وصفقات الصهاينة، وتخريب اقتصاد مصر، وإقرار موزاناتها المالية المتناقضة.

هي المسئولة عن سرية ميزانيات الجيش والرئاسة وكأنهما يتمتعان بالحكم الذاتي والسيادة الخاصة.

وأظن أننا لو سألنا أحد هؤلاء النواب لضحك بملء شدقيه وقال:

ـ جعلوني مجرماً. السلطة تريد هذا النوع من البشر، لا تريد أمثالكم، والرزق يحب الخفية.

قبل أن تحاكموا هذا النائب، يجب أن تحاكموا من جعله نائباً عن الشعب، ورفعه إلى الكرسي البرلمان المصري.

لذا أتقدم إليكم أخيراً:

رجاءً أوقفوا ........ محاكمة نائب القمار، وحاكموا السلطة التي فرضته على الشعب.









هناك تعليقان (٢):

محمد خيري يقول...

قد اسمعت لو ناديت حيا

لكن لا حياة لمن تنادي

Unknown يقول...

سلمت يداك استاذنا الفاضل , أن هؤلاء الخونة والمرتزقة هم كلاب كل عصر فقد دافعوا هم وامثالهم من الغوغاء الذين يحكموننا عن الاشتراكية ورقسوا للنكسةوصفقوا للانفتاح وشجععوا الرأسمالية فهم كلاب تبحث عن اي عظمة تملئ بطونهم الخاوية دائما.
حسبنا الله ونعم الوكيل