الأحد، ٢٣ ديسمبر ٢٠٠٧

إلغاء منصب الرئيس

إلغاء منصب الرئيس

قالت لي نفسي: الوطن في حالة عركة وأنت تجلس تكتب شعرك طول الليل، انزل معترك الساحة، واكتب رأيك بصراحة، الرزق بيد الله، وإن كان الموت فهو في هذا الزمن راحة.
قصدت نفسي بالعركة، هذا الجدل المحموم حول منصب الرئاسة في مصر، والمحتدم بين السلطة المتشبثة بالقيادة حتى الموت، والشعب المسكين الذي يتطلع لحياة يتمتع فيها بإنسانية أهدرتها الحكومات منذ أن اغتصب العسكريون كرسي حكم مصر المحروسة ورفضوا النزول.
قفزت إلى سطح ذاكرتي طرفة كنت قرأتها منذ سنوات في موسوعة مصر القديمة للدكتور سليم حسن،
تدعي هذه الطرفة أن أحد فراعنة مصر، ويدعى بيبي الأول، جلس على عرشها مائة عام إلا ساعة.
هم رجال السلطة الشاغل تثبيت الكرسي في بيت الحكم للأب وللابن وللحفدة، بغض النظر عن أنظمة الحكم، رئاسي برلماني، أو ملكي رمزي، بهلواني شقلباظي، أو كوكتيل من هذا كله غير مهم، الكل سيان مادام الكرسي في بيت مبارك.
نعتمد الاستفتاء أو الاستنخاب، أو الاستكراد، لا بأس بأيها أو بها جميعاً إن كانت تحجز كرسي الحكم في بيت مبارك.
نقرأ الدستور على حاله، أو نقلب حاله، أو نقطعه قصاقيص نبعثرها ثم نعيد تجميعها على طريقة الحاوي، لا بأس مادامت تغصب كرسي الحكم لآل مبارك.
يقتطعوا الآيات من القرآن أو الإنجيل أو التوراة، أو يقتبسوا من نظم الحكم من بلاد مابين السدين، أو حتى بلوتو الذي أخرجوه أخيراً من المجموعة الشمسية، لا ضير مادام الكرسي في عرش مبارك.
الحل يا وطني المسكين أن نلغي هذا المنصب، نلغي كرسي الحكم، أو منصب الحاكم.
لن نخرج من هذه الدوامة المجنونة إلا بإلغاء منصب رئيس الجمهورية، ويحل محله مجلس إدارة منتخب من جمعية عمومية.
وبهذا نخرج من دائرة التوريث، ونأمن شر كل منافق خبيث.
قالت نفسي غاضبة: هل تمزح؟ قولك هذا جد أم هزل؟
قلت لها: لن أفصح عن قصدي حتى تخبريني عما يحدث في وطني. جد أم هزل؟!
أحمدي قاسم محمد
سنورس في صباح الثلاثاء 14 نوفمبر 2006

ليست هناك تعليقات: